لقد ضرب الأنصار المثل الأعلى في الحب
والإيثار لإخوانهم المهاجرين حين قدموا
عليهم مهاجرين بدينهم، لا يملكون شيئاً،
فقدم لهم الأنصار كل شيء …لقد كان إيثارهم
شيئا خياليا لا يصدق. عندما خرج المهاجرون
من مكة لا يملكون شيئا كل واحد بما يلبسه
فقط ، وقد كانوا أغنياء ، وكانوا تجاراً ،
أما أهل المدينة فهم زراع ، وكان المهاجرين
لا يستطيعون العمل بالزراعة .. وأتى
المهاجرون، منهم من أتى على قدمه .... لكن ما
حصل كان فوق الخيال يقول الصحابة أن ما من
مهاجر دخل المدينة، إلا بالقرعة من كثرة
تكالب الأنصار على من يأتي من المهاجرين. كل
منهم يريد أن يضيفه هو، فكانوا يدخلون
بالقرعة.
بل انظروا إلى الإيثار إلى أي درجة وصل عند
الأنصار ؟؟ هذا سيدنا سعد بن الربيع
(أنصاري) نزل عليه سيدنا (عبد الرحمن بن عوف)
من المهاجرين ، قال له يا أخي : هذه أموالي
أجمعها لك – جمعها كلها من السوق – أقسمها
بيني وبينك ، هذا نصفي وهذا نصفك ، وهذه هي
الأراضي التي أمتلكها أقسمها بيني وبينك ،
وهذا هو بيتي ، وإني متزوج بامرأتين آتي لك
بهما حتى ترى أيها تحب لأطلقها لك وتتزوجها
بعد أن تفي عدتها...... الله اكبر
بالله عليكم يا مسلمون هل سمعتم بمثل هذه
الأخلاق ؟ هل شاهدتم مثل هذا الإيثار ؟ هل
سمعتم بمثل استقبال الأنصار للمهاجرين في
دنيا اليوم ؟
تخيل معي كل أنصاري كان يقاسم أخاه المهاجر
في كل ما يملك من بيت ومال وملابس وغيرها ،
حتى زوجة الأنصاري كانت تقاسم زوجة المهاجر
بكل ما تملك من ملابس وغيرها !!
والله أنا أتعجب من ذلك ... الرجل يقاسم بيته
كيف فعل ذلك ولم يخف من لوم زوجته!! ... أو كيف
أن زوجته لم تعترض عليه !؟ أو كيف أن أولاده
الكبار لم يعترضوا عليه !!
انه الإيمان والحب والأخوة الصادقة ... انه
الإيثار ، خلق الإيثار الذي اندثر في
زماننا ..
كم من زوجة وقفت بوجه زوجها ومنعته
من الإنفاق في سبيل الله ؟ وكم من أولاد
منعوا أباهم من أن يجعل له صدقة جارية خوفا
من الإقلال ؟ وكم من وأب شتم ولده لأنه تصدق
في سبيل الله ؟ .... أين هولاء من صنيع
الأنصار؟!
والله سيبقى صنيع الأنصار منار هداية و
إشعاع للإنسانية في تيه المطامع والأثرة
والشحّ والإمساك ما اقبل ليل و أدبر نهار
ودعي الناس للبذل والسخاء و الإيثار.
محمد جمعة الحلبوسي- الفلوجة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق