الجمعة، 13 يوليو 2012

وقفة تحت ظل نخلة

 شجـرةٌ طيبـة .. أم .. كلمـةٌ طيبـة
ثابـتٌ أصلهـا .. متمكّـن .. ضـارب في الأعماق ..
شجـرة ..!! كلمـة .. !!
لا فـرق ..
نقّـل بينهـا النظـرات .. وستخـرج بأحلى المدلـولات ..
عشنـا مع النخلـة قديمـا من الزمـان .. فكانـت في حياتنـا العنـوان ..
أصـالة ..تـراث .. وعنفـوان ..
منها .. الفـرش .. والحصيـر ..المـراوح .. والمَخام ( المكانس )..
عسبانهـا و جريدهـا غطـت الأسقـف ..
أما أجسامهـا فكانـت أعمـدة وأبـواب الـدار ..
ليفهـا نُسجـت منـه الحبـال والمجـادل .. ومصـافٍ للقهـوة ..
كل ركـن سجّـل لها تاريخـا.. دخلـتْ بتفاصيلها تفاصيـل حياتنـا..
فـوق هذا وذاك .. أكلنـا تمرهـا في كل مواسـم السَّنـة ..غذاءً ودواءً وراحة ..
نعمـة مباركـة ..وُهبـت لنا من الكريـم الوهّـاب ..
استـُعيـرت في القـرآن الكريـم .. لتثبيـتِ معنى الكلمـة الطيبـة
و كانـت مُشبَّهـا به في السُّنـة المطهّـرة ..لمن خُلقـه " صدق الإيمان "
طوبى .. لمن انطبق عليه التشبيه !!
إيمانه ثابت الجـذور في نفـسٍ خِصبـة.. مُزيّنٌ بالقـول الطيـب والعمـل الصالـح ..
فيُرفـع عملـه إلى السمـاء في كل حيـن ..
يجني الحـلاوة أناء الليـل وأطـراف النهـار ..
ليـس لخيراتـِه مواسـم..
شخصيتـه ثابتـة .. لايُطـرحُ لهـا أوراق ..
أرسـى أوتادهـا تقـوى الله تعالـى ..
مَصـدٌّ للريـح .. لا تهـزّه عواصـف الحيـاة ..
يالـه من حـظٍ عظيـم لمـن كان شجـرة طيبـة ..!!
يُجنـى منها خُلق طيب .. يفـوح من كلمـةٍ طيبة..
(اللهم اكتبنا من الطيبين والطيبات)..
وهنيئــا لمن رافقـه ..
نراه يلفنـا .. كمـا كانـت النخلـة مع أجدادنـا ..
حصيـر ناعـم حين تغيّـم سماءنـا هموم الحيـاة ..
حبـلٌ يُوثـق ليعيدنـا إلى دائـرة الصـواب..
مجدولـةٌ سجايـاه بالوفـاء..
سقفـه .. ستـرةٌ عندمـا تنهـال علينا ضربـات الحاقديـن ..
وظلـه .. مديـد في شـدة رمضـاء الحـزن التي تنتـاب القلـب..
يسندنـا عند الشدائـد - بعون الله تعالى - كالبـاب الحصيـن يُغلـق في وجـه الريـح..
تصفـو بمجالستـه أنفسنـا وأوقاتنـا .. وتتغـذى أوراحنـا بطيـب ثمـار كلامـه ..
فتحفُّنـا الملائكـة .. ويذكـرنا المولـى فيمـن عنـده ..
المقارنـة تطــول .. بيـن ..شجـرة طيبـة
وشخصيـة أطيـب.
والحديـث بكـم ومعكـم موصــول ..

ودمتـم في رعايـة الله.


منقول من الاخت هوازن

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق