لنبينا الكريم عليه السلام مواقف خاصة مع الشباب
يتلمّس احتياجاتهم
ويتفقد أحوالهم
ويصوب توجهاتهم,
بحكمته المعهودة ، وخٌلقه الفذ ، وتواضعه الجم! .
استمع إليه وهو يُنادي شباب أمته ، بصوته الحاني ومنطقه العذب :
(( يا معشر الشباب, من استطاع منكم الباءة فليتزوج؛ فإنه أغض للبصر, وأحصن للفرج ، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء))
[أخرجه مسلم وغيره]
. إنه عليه السلام يشعر بمعاناة الشباب مع العزوبة، ويتألم لسياط الشهوة تُلهب صدورهم ، ونيران الغريزة تؤجج نفوسهم ، فيصف لهم البلسم الواقي ، والدواء الشافي ، ويدفعهم وهو المطاع أبداً إلى تعجيل الزواج حيث
الرباط الشريف
والوصال النظيف والعفة الدائمة
والضمير التقي النقي ! .
وما أنفك عليه السلام يتفقد أبناءه الشباب
، ويكثر من سؤالهم حول هذه القضية بالذات فها هو يُسائل جابراً - رضي الله عنه
(( تزوجت يا جابر ؟ قال : نعم : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أ بكرٌ أم ثيب ؟ قال : بل ثيب ، قال : فهلّا بكراً تلاعبها وتلاعبك . أو قال : تضاحكها وتضاحكك ))
.[متفق عليه]
تأمل أخي الشاب : أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكتف بمجرد زواج جابر ، بل تمنى لو كانت
بكراً شابة تلاعبه
، وتضاحكه ،
وتمازحه
، وتملأ عليه حياته وبيته فرحاً وسروراً
، وبهجة وحبوراً .
وتملأ عينه من جمالها ودلالها !!.
وشتان والله بين أن يأوي الشاب إلى بيته ، فتقابله صبوح ملاح، عذبة الكلام ، بالغة الوئام ، تخفف آلامه, وتهيئ طعامه ومنامه . وبين أن يعود إلى حُجرة العزوبة
فلا يظفر إلا بجدران كئيبة
، ومناظر رتيبة ،
وثياب مبعثرة
. ناهيك عن نفس يائسة
، وأعصاب ثائرة
، وذهن مشغول . وبال مكدود !!
. ولقد حرص الشيطان المنكود إبقاء هذه الحال النشاز كما هي واضعاً في خَلَد الشباب كل العقبات الكؤود ، الحائلة دون إتمام صفقة العُمر ..
بما يُصوره في أذهانهم من صعوبة الزواج
، واستحالة تحقيقه بتكلفة معقولة ، وكأنّ الأُسر الباحثة عن الستر والعفة لبناتها قد ابتلعتهم الأرض فما يُوجد لهم أثر ، أو يُعرف لهم ذكر ولو صّدَق الشاب مع ربه تعالى ، ونَشَد العفة لنفسه لوجد ألف فتاة تنتظره والتجربة خير برهان !! . وأعلم أيها المُحب أنك بغير الزواج ستكون فريسة سهلة, وغَنيمة باردة في يد عدوك اللعين, يتلاعب بك ذات اليمين وذات الشمال, وسيظل يمارس ضغطه المعتاد ، ووسوسته الدائمة, مسولاً لك ممارسة الحرام ..!!حماك الله ووقاك, وحفظك ورعاك؛ فعجل .. عجل .. - يرحمك الله – إلى الزواج الثمين, والحصن الحصين ؛ لتقر العين ويطمئن القلب ، وتهنأ النفس فالدنيا متاع, وخير متاعها المرأة الصالحة.
والله المستعان
الدكتور رياض بن محمد المسيميري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق