أنا هنا حيث كنت منذ سنوات !
وأعلم ان السنوات لم تعد هنا !
واعلم ان الرواية قد إنتهت!
وان النقطة الأخيرة في السطر الأخير قد وضعتها الأيام منذ زمن !
واعلم ان رفاقي خلعوا أجنحة أحلامهم وغادوا سيرا على الأقدام
وأعلم ان العناكب إستوطنت قديم ألعابي وقديم دفاتري وقديم ممتلكاتي !
واعلم ان يد الوقت مسحت كتابات قلمي وملامح رسوماتي وآثار عبثي فوق جدران جيراني !
وأعلم ان كبار جيراني غادروا الحياة ..وان صغارهم غادروا الأمكنة !
واعلم اني حين غادرت ذات مساء. كنت مسرعة .. مسرعة جداً ..كرياح عاتية…كــ عاشقة تركض باتجاه موعدها الأخير .
.فــ (نسيت )إغلاق الشبابيك واحكام اقفال الأبواب خلفي !
وربما (تعمدتها).. فأبقيتُ المنافذ مفتوحة ..خشيت ان يطول غيابي..فتموت كلمة السر في ذاكرتي ..
فأبقى عاجزة عن الدخول إلى (أمسي) .. كمنفية من وطن
فأحيانا نحمل (أمسنا ) معنا.. كــ قنينة ماء شفافة .. ننظر إليها من الخارج..
نتابع التفاصيل بحنين..
نتذكر ..نحنُ ..ونبتسم بألم .. ونتمنى الدخول إليها كثيرا..ولانستطيع!
فمع الوقت تتحول مراحلنا وتفاصيلنا إلى لوحة زيتية ملونة تزين جدار ذاكرتنا..
وعند الحنين ندقق في اللوحة كثيرا ..ونسافر بها كثيرا ..ونعود !