الجمعة، 11 يناير 2019

القلب الكبير !

عندما شعرت بالحزن يتسرب إلى قلبها الصغير،تذكرت ذلك القلب الكبير،فكتبت إليه تقول..
آه ياصاحب القلب الكبير،كم أشعربالضياع هذا الصباح!
فارسم لي خارطة الدرب إلى السعادة
امنحني تأشيرة الدخول إلى أراضي الاستقراروالأمان
تذوقت طعم كل الأحاسيس ياصديقي..إلا الامان
ولهذا لم أشعربطعم أي من الأحاسيس التي تذوقتها بلا أمان
فالأمان ياصديقي هو ملح الأحاسيس لدى الأنثى
فانثر الملح فوق أحاسيسي
انتشلني من ضياعي..أعدني إلي
لا..لا ياصديقي..لاتعدني إلي..لا أريد العودة إلي
لا أريدني
لا أريدني
خذني مني
حلق بي بعيدا عني
فقط..كن معي..لا تترك يدي
لاتهديني للسقوط
لم أعد أستطيع الطيران وحدي
أفتقد أجنحتي
أين أجنحتي؟
من قص أجنحتي؟
كانت ليلة الأمس معي
كانت تسافربي..تأخذني إلى مدن من الدهشة والحنين والفرح
الآن..ماعادت تقوى على حملي..ماعدت أقوى على حملها
فهاأناذا ياصديقي أعود إليك بلاأجنحة
فكيف أحلق حولك ومعك؟
أعود إليك بلا طفولة
فكيف أمارس شقاوتي أمام نضجك؟
أعود إليك بلا عقل
فكيف أستعرض ثقافتي أمامك؟
أعود إليك بلا “كيدهن”
فكيف أمارس أنوثتي في حضورك؟
أعود إليك بلا قوة
فكيف أحطم قيودي من أجلك؟
أعود اليك بلاذاكرة
فكيف أسرد الاحداث لك؟
أعود إليك بلا “أنا” التي عرفتها وعهدتها
فكيف ستتعرف إلي؟كيف ستعرفني؟
لاتدقق في وجهي كثيرا ياصديقي
لا تحاول قراءة ملامحي
لاتمنحني مرآة صادقة تهديني وجهي الشاحب حزنا
لا أريد أن أراني..وأنا اصطبغ بألوان الهم
لا أريد أن ألمحني وأنا أتلون بأصباغ اليأس
لاتسألني عني..وعنه..وعنها..وعنهن..وعنهم
لا تطلب مني سرد تفاصيل سردتني
لا تطالبني بشرح حزن شرحني
لا تشجعني على تعرية جرح ماعاد يستره سوى الكرامة والكبرياء
ولا تحاول قياس مساحة الرعب في داخلي
كي لا ترعبني أكثر
فقط
امنحني قلبك المتسع لأحزاني
افتح ذراعيك لحزني
خبئه فيك..خبئني
اترك لي حرية التسرب إليك
لاتقف في وجه سرياني في اتجاهك
لا تحد من مساحات تجولي فيك
لم يتسع الكون لي..ربما اتسع داخلك لي
ضاقت بي الأرض بما رحبت..ربما رحبت أعماقك بي
لم تأخذني نفسي إليها..فخذني إليك
دعني أقترب منك
انسى أنني أنثى محرمة
وأنك رجل شرقي
ودعني أقترب منك ولو خيالا
تعامل معي برقي رجل خرافي
احتضني بزهد رجل عابد
احتويني بطهارة قديس راهب
تجاهل تفاصيل أنوثتي
لاتتبعثر أمام غجريتي المجنونة
عاملني بأحترام/ بأخوة/ بأبوة/ بأي علاقة لاتمت للشبهة بصلة
فقط خذني مني إليك ولاتخذلني في وقت أشعر فيه بأنك الأقرب مني إلي

كتبه:شهرزاد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق