ﻛﺎﻥ ﻳﺴﺘﻘﻞ ﺳﻴﺎﺭﺗﻪ ﺍﻟﻔﺎﺭﻫﺔ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ..ﻭﻛﺎﻥ ﻭﺍﺟﺐ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺃﺣﻴﻴﻪ ﻓﻬﻮ ﺳﻴﺪﻱ ﻷﻧﻲ ﺃﻋﻤﻞ ﻧﺎﻃﻮﺭﺍ ﻓﻲ ﻓﻴﻠﺘﻪ .
ﻭﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ﻻ ﻳﺮﺩ ﺍﻟﺘﺤﻴﺔ
ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺭﺁﻧﻲ ﻭﺃﻧﺎ ﺃﻟﺘﻘﻂ ﻛﻴﺴﺎ ﻓﻴﻪ ﺑﻘﺎﻳﺎ ﻃﻌﺎﻡ ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ﻟﻢ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻲ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺮﻯ ﺷﻴﺌﺎ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻭﺟﺪﺕ ﻛﻴﺴﺎ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻓﻴﻪ ﻣﺮﺗﺒﺎ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﺍﺷﺘﺮﻱ ﺍﻵﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺎﺋﻊ، ﻟﻢ ﺃﻫﺘﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺃﺧﺬﺗﻪ ﻭﻓﺮﺣﺖ ﺑﻪ ،ﻭﻛﺎﻥ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺃﺟﺪ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻜﻴﺲ ﻭﻫﻮ ﻣﻠﻲﺀ ﺑﺎﻟﺨﻀﺎﺭ ﻭﺣﺎﺟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻛﺎﻣﻠﺔ
ﻓﻜﻨﺖ ﺁﺧﺬﻩ ﺣﺘﻰ ﺃﺻﺒﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻉ ﺭﻭﺗﻴﻨﻴﺎ .
ﻭﻛﻨﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﺃﻧﺎ ﻭﺯﻭﺟﺘﻲ ﻭﺃﻭﻻﺩﻱ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻐﻔﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺴﻰ ﻛﻴﺴﻪ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ؟!
ﻭﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺷﻌﺮﺕ ﺑﺠﻠﺒﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﻓﻌﻠﻤﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﻴﺪ ﻗﺪ ﺗﻮﻓﻲ ...
ﻭ ﻛﺜﺮ ﺍﻟﺰﺍﺋﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻭﻟﻜﻦ ﻛﺎﻥ ﺃﺗﻌﺲ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻐﻔﻞ ﻟﻢ ﻳﻨﺲ ﺍﻟﻜﻴﺲ ﻛﻌﺎﺩﺗﻪ ﺃﻭ ﺃﻥ ﺃﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻭﺍﺭ ﻗﺪ ﺳﺒﻘﻨﻲ ﺇﻟﻴﻪ !!
ﻭﻓﻲ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﺍﻟﻜﻴﺲ ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﻣﺮﺕ ﺍﻷﻳﺎﻡ ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﺃﺭﺍﻩ ﻣﻤﺎ ﺯﺍﺩ ﻭﺿﻌﻨﺎ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ ﺳﻮﺀﺍ ،ﻭﻫﻨﺎ ﻗﺮﺭﺕ ﺃﻥ ﺃﻃﺎﻟﺐ ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺑﺰﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺍﺗﺐ ﺃﻭ ﺍﻥ ﺃﺑﺤﺚ ﻋﻦ ﻋﻤﻞ ﺁﺧﺮ
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻛﻠﻤﺘﻬﺎ ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ ﺑﺎﺳﺘﻐﺮﺍﺏ:" ﻛﻴﻒ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﺗﺐ ﻳﻜﻔﻴﻚ ﻭﻗﺪ ﺻﺎﺭ ﻟﻚ ﻋﻨﺪﻧﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﻨﺘﻴﻦ ﻭﻟﻢ ﺗﺸﺘﻚ !! ﻓﻤﺎﺫﺍ ﺣﺪﺙ ﺍﻵﻥ ؟!
ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺃﻥ ﺃﺑﺮﺭ ﻟﻬﺎ ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﺃﺟﺪ ﺳﺒﺒﺎ ﻣﻘﻨﻌﺎ.. ﻓﺄﺧﺒﺮﺗﻬﺎ ﻋﻦ ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻜﻴﺲ ... ﺳﺄﻟﺘﻨﻲ ﻭ ﻣﻨﺬ ﻣﺘﻰ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﺠﺪ ﺍﻟﻜﻴﺲ ؟ ﻓﻘﻠﺖ ﻟﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺳﻴﺪﻱ.
..
ﻭﻫﻨﺎ ﺍﻧﺘﺒﻬﺖ ﻟﺸﻲﺀ .. ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﻧﻘﻄﻊ ﺍﻟﻜﻴﺲ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺓ ﺳﻴﺪﻱ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ؟ ﻓﻬﻞ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺪﻱ ﻫﻮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﻜﻴﺲ ؟
ﻭﻟﻜﻦ ﺗﺬﻛﺮﺕ ﻣﻌﺎﻣﻠﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺃﺭﻯ ﻣﻨﻬﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﺳﻴﺌﺎ ﺳﻮﻯ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺮﺩ ﺍﻟﺴﻼﻡ .ﻓﺎﻏﺮﻭﺭﻗﺖ ﻋﻴﻨﺎ ﺳﻴﺪﺗﻲ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ ﻭﺣﺰﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﺎﻟﺘﻬﺎ ﻗﺮﺭﺕ ﺍﻟﻌﺪﻭﻝ ﻋﻦ ﻃﻠﺒﻲ .
ﻭ ﻋﺎﺩ ﻛﻴﺲ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﺼﻠﻨﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﻭﺃﺳﺘﻠﻤﻪ ﺑﻴﺪﻱ ﻣﻦ ﺍﺑﻦ ﺳﻴﺪﻱ .
..
ﻭﻛﻨﺖ ﺃﺷﻜﺮﻩ ﻓﻼ ﻳﺮﺩ ﻋﻠﻲ !!!!!
ﻓﺸﻜﺮﺗﻪ ﺑﺼﻮﺕ ﻣﺮﺗﻔﻊ ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻲ ﻭﻫﻮ ﻳﻘﻮﻝ :" ﻻ ﺗﺆﺍﺧﺬﻧﻲ ﻓﺄﻧﺎ ﺿﻌﻴﻒ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻛﻮﺍﻟﺪﻱ "
ﻛﻢ ﻧﺴﻲﺀ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎﻟﻨﺎﺱ ﻭﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﺸﻌﺮ
ﻳﻘﻮﻝ ﺭﺳﻮﻟﻨﺎ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ :" ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻋﺬﺭﻫﻢ ﻟﻠﻨﺎﺱ "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق