_ المراد بها:
تسمى الغليظة وهي ضد الرأفة في الأخلاق والأفعال والأجسام فهي تحمل معنى الخشونة والشدة والصلابة والقسوة والمراد هنا الغلظة في المشاعر والتصرفات وهي عكس الرأفة .
أمثلتها :
1. استقدم عماله كثيرة من عدة بلدان بنجلادش و سيرلنكا و الهند ... وأخذ يسومهم سوء العمل، دون أجرة ودون احترام، وكلما اعترض عليه أحد منهم هدده بأنه سوف ينتقم منه بطريقته الخاصة، فبعضهم يبلغ الجهات الرسمية عنه أنه هرب ويسلم جوازه للجهات الأمنية وبعضهم يتهمه بالسرقة ويرفع عليه دعوى كيدية ويأتي لها بشهود...
2.مدرس في مدرسة حكومية يتعدى الصلاحيات المخولة له نظاماً فيتفنن في القسوة والغلظة ويستمتع بإهانة الطلاب قولاً وفعلاً ويتستر بالصلاحيات المخولة له ويسيء إلى مهنته.
-صفات الشخصية القاسية:
1.غلبة قسوة القلب واستعمال الغلظة الشديدة في التعامل في غير موضعها حتى مع من ينبغي معهم الرأفة والعطف كالوالدين و الزوجة و الأولاد.
2.غياب مشاعر التعاطف والحنان والرحمة والمودة فقاموس مشاعة يكاد يخلو من هذه المعاني.
3.الاستمتاع بممارسة القسوة والشدة مع الآخرين فهو يتلذذ بتحقير غيره وإهانتهم و السخرية بهم وإيلامهم والتلاعب بمشاعرهم وإيذائهم .
4. الميل إلى استخدام التهديد والعنف والعدوان في الخصومات .
5. الصرامة والشدة في العقوبات بما يفوق الذنب أو بدون أدنا ذنب .
6. إكراه الآخرين على خدمة مصالحه و التذلل له والخضوع لرغباته وآرائه .
7. الولع بالخصومات والمراء والعناد والتحدي .
8. شدة الثأر لنفسه والانتقام من غيره .
9. الميل إلى الكذب وتوظيفه في إدخال الرعب على الآخرين وتخويفهم من سطوته وقوته .
-كيفية علاج الشخصية القاسية:
ذكر الشيخ سلمان العودة سبع طرق لعلاج الشخصية القاسية وهي :
1- التدريب على الحوار وآلياته وطرائقه وتقنياته.
2- بناء مؤسسات المجتمع المدني، وإشراك الناس في تحمل مسؤولياتهم، والتفكير في حاضرهم و مستقبلهم ، والدأب على روح العمل الجماعي ، والعمل على إشاعة ثقافة الفريق ، وليس العمل الفردي المعزول .
3- العدل، و نشر لوائه بين الناس، ولتسقط الشفاعات والوساطات الجائرة التي تحرم الناس حقوقَهم؛ لتحوزها إلى الأقارب أو الأصدقاء أو من يدفعون أكثر.
إن القسوة تتجلى في مجتمع لا يأخذ الضعيف فيه حقه من أي كان، وقد جاء عنه صلى الله عليه وسلم: "لاَ قُدِّسَتْ أُمَّةٌ لاَ يَأْخُذُ الضَّعِيفُ فِيهَا حَقَّهُ غَيْرَ مُتَعْتَعٍ" {رواه ابن ماجه بسند صحيح}
4- الترويح النفسي المعتدل، فإن النفوس إذا كلّت عميت كما يروى عن علي -رضي الله عنه-، وأن يكون للفرد أو المجموعة أوقات وأماكن يستمتعون فيها بتسلية مباحة تزيل عن النفوس همومها وغمومها وتعيد توهجها وإشراقها، فذلك ينفي عنها شرّة الانفعال ويصنع لها التوازن والهدوء الضروري ويجدد الأنسجة والخلايا بعد تلفها أو عنائها ويبعث فيها الهمة والنشاط. .
5- إشاعة الكلمة الطيبة الهادفة والخلق الكريم والابتسامة والنظرة الحانية، وللقدوة دور كبير في ذلك، ولتكن أنت بالذات -قارئ هذه الأحرف- أحد النماذج والقدوات التي تتطوع لتقديم هذا العمل السهل الممتنع مهما يكن رد الأطراف الأخرى، إنها صدقة تملكها وإن كنت صفراً من أرصدة المال،عوّد نفسك أن تبتسم ملء شدقيك، وبصدق وصفاء لمن تلقاه من إخوانك، محاولاً أن تكون الابتسامة تعبيراً عن شعورك القلبي، وليست ابتسامة صفراء .
6- نشر ثقافة التسامح والعفو والصفح (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا )، (فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)، (فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)، وهذا هو مظهر القوة الحقيقة، والسيطرة على المشاعر والانفعالات العدوانية، وفي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِي يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ" [متفق عليه]. لم لا أجرّب العفو عمن ظلمني، ولو بعد ما تسكن حرارة الغضب وأن أسامحه حيث يعلم الناس أو لا يعلمون، ومهما تكن دوافعه لهذا الظلم؟!
7- الخطاب الديني، فإنه مسئول بصفة أساسية عن إشاعة الرحمة بين الناس، في الخطب والدروس والمحاضرات والكتابات؛ بل والممارسات كافة، وقد كان عبد الله بن المبارك يقول: مَا يُصلحُ المِلْحَ إذا المِلحُ فسدْ!
- كيفية التعامل مع الشخصية القاسية:
-أعمل على ضبط أعصابك و المحافظة على هدوئك معه.
- حاول أن تصغي إليه جيداً.
- تأكد من أنك على استعداد تام للتعامل معه.
- لا تحاول إثارته بل جادله بالتي هي أحسن .
- حاول أن تستخدم معلوماته و أفكاره أثناء الحديث.
- كن حازماً عند تقديم وجهة نظرك.
- أفهمه أن الإنسان يحترم على قدر احترامه للآخرين.
- ردد على مسامعه الآيات و الأحاديث المناسبة.
- استعمل معه أسلوب : نعم ...... و لكن