الثلاثاء، 1 أبريل 2014

حين يموت الضمير‎



حين يموت الضمير
يصبح كل شيء مباح  كلام الزور ، الخيانة
القتل... السكوت عن القتل .


حين يموت الضمير
يصبح طعم الدم لذيذ كعصير البرتقال
تهون الأوطان ويزيف التاريخ .


حين يموت الضمير
يصبح الأنين الآدمي كمعزوفه رومانسية من قيثارة فريدة
وأصوات المدافع كقرع الطبول ، وهدم المساجد على المصلين
وتدمير المنازل على رؤوس أصحابها كمشاهدة فيلم أمريكي مثير.


حين يموت الضمير
تنتزع الذاكرة من جذورها ، ويصبح كل شيء أبيض
الماضي صاف كجدول ماء عذب. الجلاد برئ والضحية
متهم .


حين يموت الضمير
تهاجر الحمامات البيضاء ، ولا يبقى في الجو إلا غربان تنعق
صباحا مساء .


حين يموت الضمير
يتحول الإنسان لوحش كاسر ينتظر فريسة للانقضاض عليها
وتبدو المدن كغابات موحشة .


حين يموت الضمير
تظهر الإنسانية كلمه لا معنى لها ولا رديف وتصير الأسنان
حادة واللحم الإنساني سهل المضغ .


حين يموت الضمير
يكون الخاص عام والعام خاص
الحلال حرام والحرام حلال .


حين يموت الضمير
ينظر للأوطان كمزارع عائلية ، والشعب قطيع من غنم .


حين يموت الضمير
تغفو العقول وتثور الأحقاد تتعطل إنسانية الإنسان وتفقد
حواسه قيمتها ويغدو صاحب عقل لا يفقه وصاحب عين
لا تبصر وصاحب إذن لا تسمع وصاحب قلب لا يدرك .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق