الناس صنفان
هناك من يعيش ليأخذ، وهناك من يعيش ليعطي
وهذا شاسع بين الاثنين؛ فالعطاء سمة من سمات الأنبياء والأولياء وسمة من سمات أولئك الذين تحدث عنهم القرآن الكريم بقوله:
(ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً).
بينما الأخذ سمة من سمات الكسالى والضعفاء.. بل حتى المحتالين!؛ سمة من سمات أولئك الذين تحدث عنهم القرآن بقوله:
(والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم).
ومما يؤسف له ان الكثيرين يعيشون ثقافة الأخذ، بدلا من ثقافة العطاء، فنجد الواحد منهم معتمدا على الآخرين في الغالب من أموره، حتى بالنسبة للأشياء البسيطة التي باستطاعته القيام بها، وما كان لذلك ان يكون إلا من خلال الثقافة السائدة في الأوساط الإجتماعية، فالإنسان نتاج بيئته.
مقصودنا بالأخذ هنا ليس أخذ الفقير لما يحتاج إليه من مال عند الحاجة او السائل الذي قد لا يجد شيئا يسد به جوعه.. الخ. بل مقصودنا به أخذ المتمكن الذي يطمع في المزيد وبأي صورة كانت.
مثلا: قد تجد إنسانا يمتلك مالا ولكنه ما إن يسمع عن مشروع معين يهدف إلى تقديم المساعدة والعون لأهل الحاجة، إلا وتجده من أوائل المتقدمين، مدعيا الفقر والعوز! وهو بذلك قد يحرم غيره من أبناء المجتمع الذين هم بأمس الحاجة لما أخذ.
ومثال آخر: ذلك الشخص الذي لا هم له إلا جمع وكنز الأموال، ذلك الشخص الذي لا يفكر إلا في نفسه وعائلته متناسيا المحتاجين أينما كانوا، متناسياً قوله تعالى:
(وفي أموالهم حق للسائل والمحروم).
أجل، أعزّتي هناك من أكل من خيرات بلده وشرب منها حتى الثمالة، ولكنه بعد ان شبع لم يدر طرفه لمن يستحق مساعدته وهذا هو النكران بذاته، فهذا الصنف من الناس لو أعطي الدنيا بما فيها لم يقنع؛ لأنه تربى على الأخذ فقط ولم يترب على العطاء، ولم يتقن أبجدياته البسيطة، التي منها قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): "اتقوا النار، ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة".
فإلى هذا الصنف الذي تربى على البخل، وهو من أرذل الأخلاق، نقول ما قاله تعالى في كتابه الكريم:
(ولا يحسبن الذين يبخلون بما أتاهم الله من فضله هو خيراً لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة).
فالمؤمنون حقاً هم أولئك:
(الذين يؤمنون بالغيب، ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون).
إن ثقافة العطاء تعني بحث الإنسان الدائم عن ذوي الحاجة لمساعدتهم وقضاء حوائجهم، إذ ان العطاء قد يكون بما يملك الإنسان من مال، وقد يكون بما يملك من جهد ووقت وعلم و.. لمساعدة المحتاج أيا كانت حاجته.
فقد تجد عزيزي إنساناً يعيش حالة من الضجر والقلق والوحدة، فبإمكانك ان تعطيه شيئا من وقتك لتسليته والترويح عنه، وقد تجد من يحتاج لمساعدتك في شأن من شؤون الدراسة فتعطيه من علمك، وقد تجد من حولك أسراً تحتاج لمن ينفق عليها، فلا تتردد في ذلك، إما بشكل فردي او عن طريق اشتراكك في الجمعيات والمؤسسات الخيرية بما تملك من مال، او مشاركتك بجهدك ووقتك، من خلال انخراطك في صفوف المتطوعين الذين ينشدون الخير والصلاح لأبناء مجتمعاتهم.
ولنمارس جميعاً ثقافة العطاء.
وان نبادر بعطائنا بالعلم ان لم يتوفر لنا المال فلا تبخل بكلمة طيبة تنفع بها نفسك أولا دنيا وآخرة ، وتنفع بها إخوانك وأخواتك ممن هم بحاجة الى عطائك الفكري...
ومن الجدير ان يسأل الواحد منَا:
من أي الأصناف هو؟ فهل من أهل الكرم والعطاء، أم من أهل البخل والجفاء؟
أتمنى ان نراجع أنفسنا ومن ثم نعمل على علاجها
هناك من يعيش ليأخذ، وهناك من يعيش ليعطي
وهذا شاسع بين الاثنين؛ فالعطاء سمة من سمات الأنبياء والأولياء وسمة من سمات أولئك الذين تحدث عنهم القرآن الكريم بقوله:
(ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكوراً).
بينما الأخذ سمة من سمات الكسالى والضعفاء.. بل حتى المحتالين!؛ سمة من سمات أولئك الذين تحدث عنهم القرآن بقوله:
(والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم).
ومما يؤسف له ان الكثيرين يعيشون ثقافة الأخذ، بدلا من ثقافة العطاء، فنجد الواحد منهم معتمدا على الآخرين في الغالب من أموره، حتى بالنسبة للأشياء البسيطة التي باستطاعته القيام بها، وما كان لذلك ان يكون إلا من خلال الثقافة السائدة في الأوساط الإجتماعية، فالإنسان نتاج بيئته.
مقصودنا بالأخذ هنا ليس أخذ الفقير لما يحتاج إليه من مال عند الحاجة او السائل الذي قد لا يجد شيئا يسد به جوعه.. الخ. بل مقصودنا به أخذ المتمكن الذي يطمع في المزيد وبأي صورة كانت.
مثلا: قد تجد إنسانا يمتلك مالا ولكنه ما إن يسمع عن مشروع معين يهدف إلى تقديم المساعدة والعون لأهل الحاجة، إلا وتجده من أوائل المتقدمين، مدعيا الفقر والعوز! وهو بذلك قد يحرم غيره من أبناء المجتمع الذين هم بأمس الحاجة لما أخذ.
ومثال آخر: ذلك الشخص الذي لا هم له إلا جمع وكنز الأموال، ذلك الشخص الذي لا يفكر إلا في نفسه وعائلته متناسيا المحتاجين أينما كانوا، متناسياً قوله تعالى:
(وفي أموالهم حق للسائل والمحروم).
أجل، أعزّتي هناك من أكل من خيرات بلده وشرب منها حتى الثمالة، ولكنه بعد ان شبع لم يدر طرفه لمن يستحق مساعدته وهذا هو النكران بذاته، فهذا الصنف من الناس لو أعطي الدنيا بما فيها لم يقنع؛ لأنه تربى على الأخذ فقط ولم يترب على العطاء، ولم يتقن أبجدياته البسيطة، التي منها قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): "اتقوا النار، ولو بشق تمرة، فإن لم تجدوا فبكلمة طيبة".
فإلى هذا الصنف الذي تربى على البخل، وهو من أرذل الأخلاق، نقول ما قاله تعالى في كتابه الكريم:
(ولا يحسبن الذين يبخلون بما أتاهم الله من فضله هو خيراً لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة).
فالمؤمنون حقاً هم أولئك:
(الذين يؤمنون بالغيب، ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون).
إن ثقافة العطاء تعني بحث الإنسان الدائم عن ذوي الحاجة لمساعدتهم وقضاء حوائجهم، إذ ان العطاء قد يكون بما يملك الإنسان من مال، وقد يكون بما يملك من جهد ووقت وعلم و.. لمساعدة المحتاج أيا كانت حاجته.
فقد تجد عزيزي إنساناً يعيش حالة من الضجر والقلق والوحدة، فبإمكانك ان تعطيه شيئا من وقتك لتسليته والترويح عنه، وقد تجد من يحتاج لمساعدتك في شأن من شؤون الدراسة فتعطيه من علمك، وقد تجد من حولك أسراً تحتاج لمن ينفق عليها، فلا تتردد في ذلك، إما بشكل فردي او عن طريق اشتراكك في الجمعيات والمؤسسات الخيرية بما تملك من مال، او مشاركتك بجهدك ووقتك، من خلال انخراطك في صفوف المتطوعين الذين ينشدون الخير والصلاح لأبناء مجتمعاتهم.
ولنمارس جميعاً ثقافة العطاء.
وان نبادر بعطائنا بالعلم ان لم يتوفر لنا المال فلا تبخل بكلمة طيبة تنفع بها نفسك أولا دنيا وآخرة ، وتنفع بها إخوانك وأخواتك ممن هم بحاجة الى عطائك الفكري...
ومن الجدير ان يسأل الواحد منَا:
من أي الأصناف هو؟ فهل من أهل الكرم والعطاء، أم من أهل البخل والجفاء؟
أتمنى ان نراجع أنفسنا ومن ثم نعمل على علاجها