الاثنين، 6 يناير 2014

كيف ترى نفسك

إن الصورة التي يحملها الإنسان عن ذاته تحمل فارقا كبيرا وجوهريا في تصرفاته وقدراته؛ فلو
كنت

تمتلك البلاغة والفصاحة وسحر البيان ثم كنت مع هذا لا تؤمن بأنك تستطيع الكلام أمام الناس,أو

الكتابة لهم فإنك بذلك لن تتكلم ولن تكتب؛ وتكون بذلك قد أهدرت جزءا مهما من طاقتك التي وهبك الله.

(فكيفما ترى نفسك تكن)

وممِّا يروى في هذا المجال القصة الرمزية لبيضتي الصقر التي سقطتا من أعلى جبل إلى أسفله لتقع

في حظيرة دجاج. خرج من البيضتين صقران صغيران عاشا وتربيا في تلك الحظيرة مع إخوانهما

من الدجاج فأصبحا يأكلان كأكلهم ويشربان كشربهم ويمشيان كمشيهم.

وفي ذات يوم والصقران يمشيان - وقد كبرا شيئا قليلا- توجه نظرهما إلى السماء فإذا بصقر يحلق عاليا.

تمنيا لو كان مثله في القوة والعلو.

قال الأول لصاحبه آهٍ ليتنا كنا صقرين كهذا. نطير, ونحلق, ونعيش في الأماكن العالية وما كاد يتم

حديثه إلا وقد وقعت كلماته في أعماق صاحبه. أخذ يتأمل في نفسه وجسمه وعضلاته حتى أطلق كلمة

غيرت مجرى حياته. كان منبعها قلبه وعقله قبل لسانه. قال: نحن صقران انظر إلى جسمينا لسنا من الدجاج.

رد الأول : بل نحن من الدجاج وسنبقى كذلك. لكن صاحبه أبى وأخذ يجرب الطيران ويتدرب

عليه حتى أتقنه موقنا يقينا جازما بأنه صقر وليس دجاجة.

وكان مصير كل منهما أن الثاني غير حياته وطار وعاش مع الصقور, وأما الأول فقد بقي على حالته الأولى.

بالرغم من أنه يمتلك نفس الإمكانات التي لدى صاحبه لكن الفرق المهم والمهم جدا.

هو ما يحملانه عن أنفسهما من قناعات.

تأمل أخي الكريم نعم الله عليك في إيمانك وعقلك وصحتك و… واعلم بأنك تمتلك الكثير

والكثير من الطاقات التي تنتظر الفرصة للانطلاق.

وتزعم أنك جرم صغير*** وفيك انطوى العالم الأكبر
منقول للاهمية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق