هذه قصة من صميم الواقع حدثت في احدى الامارات العربية المتحدة
وصاحبها ذلك المحسن الكبير الذي انتقل الى جوار ربه قرير العين مسرور الخاطر لانه لم يفعل الا الخير للاخرين حدثت هذه الحكاية قبل سنوات معدودات من رحيله .. كان ذلك الرجل الطاعن فى السن انسانا طيبا الى ابعد حد جوادا بكل المعاني متواضعا الى الحد الذي يوصف فيه التواضع كان جالسا ذلت يوم على كرسي مستطيل يسمىتخت امام مدخل شركته التجارية ومر احد العمال امامه وعلى مايعتقد انه من الهند وراي ذلك الرجل العجوز يجلس القرفصاء فوق له قلبه فما كان من هذا العامل الاان اخرج ورقه ذات العشرة دراهم ووضعها فى يد شيخنا المتواضع فانتبه له وناداه بعد ان كان قد غلب عليه النعاس طلب من العامل الجلوس بجانبه لكي يتحدث معه لانه محتاج لصديق مثله واتضح انه يجيد شيئا من اللغة الهندية بحكم زياراته العديدة لتلك البلاد لكونه تاجر .. دار الحديث عن متاعب الحياة التي بين له الشيخ ان الظروف الصعبة تجمعهما معا وقد طلب منه اسمه الكامل وعنوانه ورقم هاتفه ان وجد ومكان عمله وربما يزوره في يوم من الايام لانه لقي فيه صديقا طيبا ووفيا .. في اليوم التالي اتصل شيخنا بذلك العامل وطلب منه ان يلتقيا في المكان نفسه وكان بانتظاره اخذه من يده وادخله الى الشركة ودلف معه الى مكتبه انبهر ذلك العامل ودهش عندما راي اهتمام من حوله من العاملين بذلك الشيخ الهرم وبرزت امام عينيه شتى علامات التعجب ! .. سأله عن امواله وظروفه وراتبه ونوعية العمل الذي يمارسه وهل هو متزوج ام لا وان كانت اسرته تعيش معه ؟ فشرح له ذلك العامل كل شئ ... عندها بين له شيخنا وضعه كتاجر واسمه وعرض عليه العمل لديه كسائق خاص وطلب منه احضار اسرته وقد منحه شقة في احدى عماراته بلا مقابل وخصص له راتبا يوازي ثلاثة اضعاف راتبه مع تذكرة سفر الى بلده كل سنتين له ولعياله وانفرجت اسارير ابن الهند وهدات اعصابه وصار وفيا مخلصا لذلك الشيخ وتحسنت احواله بشكل لافت للنظر فيما بعد لدرجة ان اصحابه صاروا يغبطونه على ذلك وهذا هو جزاء من يحسن الى الناس يحسن الله اليه وهو والحق يقال يستحق كل هذا والله يرزق من يشاء بغير حساب انه نعم المولى ونعم النصير ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق