حدث وأن رأى أحد الملوك في منامه رؤيا
أزعجته،استدعى
لتفسيرها كثيرا من مفسري الأحلام،ماهي هذه الرؤيا؟
لقد رأى بأن أسنانه تساقطت كلها واحدة تلو الأخرى
وأنه
أصبح لايملك سنا ولاضرسا ولاثنايا.
هذا
كثيرا من المفسرين ممن لديه الملكة والقدرة الكبيرة
على التفسير الصحيح والسليم
إلا أنهم لايجيدون اللباقة في الحديث مطلقا.
(يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي إن كنتم للرؤيا تعبرون)
قال الأول :إن جميع أقاربك يموتون قبلك وستظل وحيدا تبكي
على قبورهم..
استشاط الملك غضبا وأمر بقتله،وكأنه يقول له:
(جئت بك تفسر حلمي أم تحطم
كل أحلامي).
لقد طارت رؤوس كثير من المفسرين لأنهم أجمعوا
على تأويل
الرؤيا بهذه الصيغة.
أما هذا المفسر الذي أوتي به أخيرا فهو يختلف عن البقية
كلهم،ذلك
أنه يجيد فن قراءة الأفكار،وتغيير محتوى الحديث والكلام
إلى شيء يستسيغه
السامع ويعشقه.
قال المفسر:وقد ملأت البسمة جنبات وجهه،أطال الله عمر
الملك
فإن هذه الرؤيا تدل دلالة واضحة بأنك
أطول أهلك عمرا،وأنك سترى أحفادك إن
شاء الله.
تبسم الملك وسر لهذا القول سروروا كبيرا وأمر بجائزة
كبيرة لللمفسر اللبق.
لقد رجع غانما روحه وجائزة الملك لأنه كان لبقا بما فيه
الكفاية.
اضاءة
اضاءة
برأيي أنَّ اللباقة فن يمكننا أن نتعلمه بسهولة
إن أردنا ذلك..
ولعلّ أقصر طرق تعلم هذا الفن على طريقين لاثالث لهما.
1-مخالطة كبار السن الذين عركتهم الحياة وعلمتهم
التجارب،وكابدوا الحياة بمافيها،وأيضا مخالطة أهل العلم الذين ينقلون لك أخبار
من
مضى وقصص الأنبياء وأولياء الله الصالحين،والذين
من خلال تعرفك على عالمهم،والغوص
في سيرتهم تزداد معرفة
وتنهل علما وزادا ويسهل عليك حينها الإقتفاء
والإتباع.
(أولئك الذين هداهم الله فبهداهم اقتده)
2-الإستفادة من دروس الحياة اليومية التي نكابدها ونعاني
أحداثها وأيامها.
وأكثر مدرسة يمكننا الإستفادة منها هي(الحياة)ومن المستحيل أن
تتعلم
شيئا تقرأه في الكتب من دون أن يكون له في أرض الواقع والحياة وجود.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق