ﻗﺼﺔ ﻭﺍﻗﻌﻴّﺔ ﻭ ﺃﻏﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﻴﺎﻝ ﻋﻦ ﺑﺮّ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ ﻗﺼّﺔ ﻧـُﻘﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺇﺣﺪﻯ ﺍﻟﻄﺒﻴﺒﺎﺕ ﺗﻘﻮﻝ :
ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﺎﺩﺓ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺘﻴﻨﺎﺕ ﺑﺼﺤﺒﺔ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﺍﻟﺜﻼﺛﻴﻨﻲ ! .. ﻻﺣﻈﺖ ﺣﺮﺻﻪ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪ ﻋﻠﻴﻬﺎ ، ﻳﻤﺴﻚ ﻳﺪﻫﺎ ﻭﻳﺼﻠﺢ ﻟﻬﺎ ﻋﺒﺎﺀﺗﻬﺎ ﻭﻳﻤﺪ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﻛﻞ ﻭﺍﻟﻤﺎﺀ ﺑﻌﺪ ﺳﺆﺍﻟﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺼﺤﻴﺔ
ﻭﻃﻠﺐ ﺍﻟﻔﺤﻮﺻﺎﺕ، ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻋﻦ ﺣﺎﻟﺘﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﻠﻴﺔ ﻷﻥّ ﺗﺼﺮﻓﺎﺗﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻣﻮﺯﻭﻧﺔ ﻭﻻ ﺭﺩﻭﺩﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺃﺳﺌﻠﺘﻲ ، ﻓـ ﻗﺎﻝ : ﺇﻧﻬﺎ ﻣﺘﺨﻠﻔﺔ ﻋﻘﻠﻴﺎ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻮﻻﺩﺓ
ﺗﻤﻠﻜﻨﻲ ﺍﻟﻔﻀﻮﻝ ﻓـ ﺳﺄﻟﺘﻪ ﻓـ ﻣﻦ ﻳﺮﻋﺎﻫﺎ ؟ ﻗﺎﻝ : ﺃﻧﺎ ، ﻗﻠﺖ : ﻭﺍﻟﻨﻌﻢ ! ، ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﻳﻬﺘﻢ ﺑﻨﻈﺎﻓﺔ ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ ﻭﺑﺪﻧﻬﺎ ؟ ﻗﺎﻝ : ﺃﻧﺎﺃﺩﺧﻠﻬﺎ ﺍﻟﺤﻤّﺎﻡ ﺃﻛﺮﻣﻜﻢ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﺃﺣﻀﺮ ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ ﻭﺍﻧﺘﻈﺮﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﻭﺃﺻﻔﻒ ﻣﻼﺑﺴﻬﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻻﺏ ﻭ ﺃﺿﻊ ﺍﻟﻤﺘﺴﺦ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺴﻴﻞ ﻭﺍﺷﺘﺮﻱ ﻟﻬﺎ
ﺍﻟﻨﺎﻗﺺ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ !
ﻗﻠﺖ : ﻭﻟﻢ ﻻ ﺗﺤﻀﺮ ﻟﻬﺎ ﺧﺎﺩﻣﺔ ؟!
ﻗﺎﻝ : ] ﻷﻥ ﺃﻣﻲ ﻣﺴﻜﻴﻨﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻄﻔﻞ ﻻ ﺗﺸﺘﻜﻲ ﻭﺃﺧﺎﻑ ﺃﻥ ﺗﺆﺫﻳﻬﺎ ﺍﻟﺸﻐﺎﻟﺔ ﺍﻧﺪﻫﺸﺖ ﻣﻦ ﻛﻼﻣﻪ ﻭﻣﻘﺪﺍﺭ ﺑﺮّﻩ ﺑﺎﻣﻪ
ﻭﻗﻠﺖ : ﻭﻫﻞ ﺃﻧﺖ ﻣﺘﺰﻭﺝ ؟
ﻗﺎﻝ : ﻧﻌﻢ ﺍﻟﺤﻤﺪ ﻟﻠﻪ ﻭﻟﺪﻱ ﺃﻃﻔﺎﻝ
ﻗﻠﺖ : ﺇﺫﻥ ﺯﻭﺟﺘﻚ ﺗﺮﻋﻰ ﺃﻣﻚ ؟
ﻗﺎﻝ : ﻫﻲ ﻣﺎ ﺗﻘﺼﺮ ﻭﻫﻲ ﺗﻄﻬﻮ ﺍﻟﻄﻌﺎﻡ ﻭﺗﻘﺪﻣﻪ ﻟﻬﺎ , ﻭﻗﺪ ﺃﺣﻀﺮﺕ ﻟﺰﻭﺟﺘﻲ ﺧﺎﺩﻣﻪ ﺣﺘﻰ ﺗﻌﻴﻨﻬﺎ ، ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻧﺎ ﺃﺣﺮﺹ ﺃﻥ ﺁﻛﻞ ﻣﻌﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺃﻃﻤﺌﻦ ﻋﺸﺎﻥ ﺍﻟﺴﻜﺮ !
ﺯﺍﺩ ﺇﻋﺠﺎﺑﻲ ﻭﻣﺴﻜﺖ ﺩﻣﻌﺘﻲ ! ﺍﺧﺘﻠﺴﺖ ﻧﻈﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻇﺎﻓﺮﻫﺎ ﻓﺮﺃﻳﺘﻬﺎ
ﻗﺼﻴﺮﺓ ﻭﻧﻈﻴﻔﺔ ، ﻗﻠﺖ : ﻭﻣﻦ ﻳﻘﺺ ﻟﻬﺎ ﺃﻇﺎﻓﺮﻫﺎ ؟ ﻗﺎﻝ : ﺃﻧﺎ ، ﻭﻗﺎﻝ ﻳﺎ ﺩﻛﺘﻮﺭﺓ ﻫﻲ ﻣﺴﻜﻴﻨﺔ !
ﻧﻈﺮﺕ ﺍﻷﻡ ﻟـ ﻭﻟﺪﻫﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ :ﻣﺘﻰ ﺗﺸﺘﺮﻱ ﻟﻲ ﺍﻟﺸﻴﺒﺲ ؟! ﻗﺎﻝ : ﺗﺆﻣﺮﻱ .. ﺍﻻﻥ ﺑﻨﺮﻭﺡ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻘﺎﻟﻪ ﻧﺸﺘﺮﻱ ﺍﻟﺸﻴﺒﺲ
ﻃﺎﺭﺕ ﺍﻷﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﻗﺎﻟﺖ : ﺃﻻﻥ .. ﺃﻻﻥ !
ﺍﻟﺘﻔﺖ ﺍﻻﺑﻦ ﻭﻗﺎﻝ : ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻲ ﺃﻓﺮﺡ ﻟﻔﺮﺣﺘﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻓﺮﺣﺔ ﻋﻴﺎﻟﻲ ﺍﻟﺼﻐﺎﺭ .. "
ﺳﻮﻳﺖ ﻧﻔﺴﻲ ﺃﻛﺘﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﺣﺘﻰ ﻣﺎ ﻳﺒﻴﻦ ﺃﻧـّﻲ ﻣﺘﺄﺛﺮﺓ ! "
ﻭﺳﺄﻟﺖ : ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻏﻴﺮﻙ ؟ ﻗﺎﻝ : ﺃﻧﺎ ﻭﺣﻴﺪﻫﺎ ﻷﻥ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪ ﻃﻠﻘﻬﺎ ﺑﻌﺪ
ﺷﻬﺮ ..
ﻗﻠﺖ : ﺍﺫﺍ ﻭﺍﻟﺪﻙ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺭﺑﺎﻙ ؟
ﻗﺎﻝ : ﻻ ﺟﺪﺗﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻋﺎﻧﻲ ﻭﺗﺮﻋﺎﻫﺎ ﻭﺗﻮﻓﻴﺖ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﺮﺣﻤﻬﺎ ﻭﻋﻤﺮﻱ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻮﺍﺕ !
ﻗﻠﺖ : ﻫﻞ ﺭﻋﺘﻚ ﺃﻣﻚ ﻓﻲ ﻣﺮﺿﻚ ﺃﻭ ﺗﺬﻛﺮ ﺃﻧﻬﺎ ﺍﻫﺘﻤﺖ ﻓﻴﻚ ؟ ﺃﻭ ﻓﺮﺣﺖ ﻟﻔﺮﺣﻚ ﺃﻭ ﺣﺰﻧﺖ ﻟﺤﺰﻧﻚ ؟
ﻗﺎﻝ : ﻳﺎﺩﻛﺘﻮﺭﺓ ، ﺃﻣﻲ ﻣﺴﻜﻴﻨﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻱ ﻋﺸﺮ ﺳﻨﻴﻦ ﻭﺃﻧﺎ ﺷﺎﻳﻞ ﻫﻤﻬﺎ ﻭﺃﺧﺎﻑ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺃﺭﻋﺎﻫﺎ ..
ﻛﺘﺒﺖ ﺍﻟﻮﺻﻔﺔ ﻭﺷﺮﺣﺖ ﻟﻪ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ .. ﻣﺴﻚ ﻳﺪ ﺃﻣـّﻪ , ﻭﻗﺎﻝ : ﻳﻠﻼ ﺃﻻﻥ ﻧﺮﻭﺡ ﻋﺎﻟﺒﻘﺎﻟﺔ ... ﻗﺎﻟﺖ : ﻻ ﻭﺩﻳﻨﻲ ﻣﻜـّﺔ ! .. ﺍﺳﺘﻐﺮﺑﺖ , ! ﻗﻠﺖ : ﻟﻬﺎ ﻟﻴﻪ ﺑﺪﻙ ﺗﺮﻭﺣﻲ ﻣﻜﺔ ؟
ﻗﺎﻟﺖ : ﻣﺸﺎﻥ ﺍﺭﻛﺐ ﺍﻟﻄﻴﺎﺭﺓ !
ﻗﻠﺖ ﻟﻪ : ﻣﻌﻘﻮﻝ ﺭﺡ ﺗﻮﺩﻳﻬﺎ ﻟـ ﻣﻜّﺔ ؟
ﻗﺎﻝ : ﻃﺒﻌﺎ..
ﻗﻠﺖ : ﻫﻲ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﺮﺝ ﻟﻮ ﻟﻢ ﺗﻌﺘﻤﺮ ﻻﻧﻬﺎ ﻣﺮﻳﻀﻪ ﻭﺍﻟﻤﺮﻳﺾ ﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﺣﺮﺝ ، ﻟﻴﻪ ﺗﻮﺩﻳﻬﺎ ﻭﺗﻀﻴّﻖ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﺴﻚ ؟ ,
ﻗﺎﻝ : ﻳﻤﻜﻦ ﺍﻟﻔﺮﺣﺔ ﺍﻟﻠﻲ ﺗﻔﺮﺣﻬﺎ ﺍﺫﺍ ﻭﺩﻳﺘﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﺃﺟﺮﺍ ﻋﻨﺪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﺗﻲ ﺑﺪﻭﻧﻬﺎ ..
ﺧﺮﺟﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻴﺎﺩﺓ ﻭﺃﻗﻔﻠﺖ ﺑﺎﺑﻬﺎ ﻭﻗﻠﺖ ﻟﻠﻤﻤﺮﺿﺔ : ﺃﺣﺘﺎﺝ ﻟﻠﺮّﺍﺣﺔ ، ﺑﻜﻴﺖ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻗﻠﺒﻲ ﻭﻗﻠﺖ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻲ ﻫﺬﺍ ﻭﻫﻲ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻟﻪ ﺃﻣﺎً ..
ﻓﻘﻂ ﺣﻤﻠﺖ ﻭﻭﻟﺪﺕ ﻟﻢ ﺗﺮﺑﻲ... ﻟﻢ ﺗﺴﻬﺮ ﺍﻟﻠﻴﺎﻟﻲ... ﻭﻟﻢ ﺗُﺪﺭﺳﻪ.. ﻭﻟﻢ ﺗﺘﺄﻟﻢ ﻷﻟﻤﻪ.. ﻟﻢ ﺗﺒﻜﻲ ﻟﺒﻜﺎﺋﻪ... ﻟﻢ ﻳﺠﺎﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻨﻮﻡ ﺧﻮﻓﺎ
ﻋﻠﻴﻪ , ﻟﻢ.. ﻭﻟﻢ! .. ﻭﻣﻊ ﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺮ!
ﻓـ " ﻫﻞ ﺳﻨﻔﻌﻞ ﺑﺄﻣﻬﺎﺗﻨﺎ ﺍﻷﺻﺤﺎﺀ .. ﻣﺜﻠﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺑﺄﻣﻪ ﺍﻟﻤﺘﺨﻠﻔﺔ ﻋﻘﻠﻴـًّﺎ " ؟؟؟
ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺍﻧﻲ ﺃﺳﺄﻟﻚ ﺃﻥ ﺗﺮﺯﻗﻨﻲ ﺑﺮﻫﻤﺎ ﻭﺃﻥ ﺗﺮﺯﻗﻨﻲ ﺻﺤﺒﺘﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻨﻪ