الأحد، 19 أكتوبر 2014

عناوين 1







 
( لم تعد مكاتيبنا تُعرف .. من عناوينها ! )
بكاء
الوفاء ليس ان تتذكرهم حين تبكي
الوفاء ان تبكي حين تتذكرهم !
تويتر
كلما قرأت في تويتر تغريدة لـ غسان كنفاني
تساءلتُ : ماذا لو كان هذا الرائع مازال على قيد الحياة
وهو من يدير حسابه في تويتر ؟
للأسف … طويّ زمن العظماء !
ظلم
ترك عمله مجبرا بعد سنوات من التفاني والإخلاص فيه
بسبب ظلم رئيسه له
التقيته بعد فترة فسألته:ماذا تعمل الان؟
قال:تفرغتُ للدعاء على من ظلمني
هزني رده!
موقف
في الكثير من الأمور المعوجة في حياتنا
 نحن لانحتاج الى معجزة لإصلاحها
نحن نحتاج إلى …موقف أبيض وقرار!
فيروز
(أنا صار لازم ودعكن وخبركن عني……أنا كل القصة لو منكن ما كنت بغني)
 آه يافيروز
ماأروعك … ياصوت الحنين القادم من اعماق حكاياتنا !
وجه
( علي خليفه)  هذاالرجل ارتبطت ملامحه لدي
بأكبرجرح في قلب الامارات
(اعلان رحيل زايد)
فوجهه يملك قدرة إعادة اللحظة الحزينة برغم مرورالسنوات على النبأ الحزين !
طفولة
عندما كبرتُ فقط اكتشفتُ ان(لص ولزء) هو(القص واللزق)
وان (ازرع خفد) هي(اذرع خفض)
وان(للامام مارش) هي(للامام مش)
سامح الله لهجة معلمات زمان
حنين مكان أشتاق له جدا…. جامعة العين!
أتمنى ان أتجول فيها لمدة ساعة
أمر على الطرقات والمدرجات والقاعات
وأجلس على مقعد قصي.أتذكر أجمل عمري..وأبكي!
تفاهة
 لماذاأمست التفاهة تملأمعظم فراغات هذاالزمن؟
أين ذهبت الجماهيرالعظيمة التي هتفت لعبدالناصر
 ولسعدزغلول ولعبدالحليم ولأم كلثوم؟
ولرموز زمن عملاق؟
وقت  كبر أجدادنا ببطء
بينما نحن نكبر بسرعة مخيفة !
لاننا وجدنا في زمن السرعة
زمن كل مابه يمضي مسرعا
كانه يركض خلف شيء ما ..حتى أعمارنا!
حقيقة
البعض لم تكبرمعهم
ولم يجمعك بهم طريق
ولامقعد في طائرة ولااستراحة في محطة عابرة
لكن وجودهم يشعرك بالفرح!
 ويزرع بك غيابهم غابات من الحزن.والفقد
الحب
(الحب في الأرض بعض من تخيلنا , لو لم نجده عليها لاخترعناه)
وجدناه يانزار..ثم أضعناه !
واخترعنا على الأرض كل شيء !
إلا الحب ..مااخترعناه!
تسكع
الحنين ..ابن شوارع مشرد
يتجول في الطرقات حتى ساعة متأخرة من الليل!
 ثم ينام تحت عمود الانارة في شارع مهجور !
حقيقة الحب ايضا يمرض .. قبل ان يموت !
مراحل في مرحلة من العمر
نندم على لحظات كثيرة من الحزن
وفي مرحلة من الحزن
نندم على لحظات كثيرة من العمر !
طابور علمتنا طوابير المدرسة الصباحية( للامام سر )
وعلمتنا قوانين الدول العربية ( للخلف سر ) ومابين طابور المدرسة ..وطابور الدول
فقدنا الكثير .. الكثير !
نشيد
في طفولتنا كنا نردد تحت المطر :
(طاح المطر على الطين..يارب تخلي فلسطين)
كانت طفولتنا تؤمن بالدعاء تحت المطر
وبحق فلسطين بالحياة!
ماذا عن أطفال اليوم؟
حياة
لاتمنحنا الحياة كل شيء!
 لكنها أيضا لاتأخذ كل شيء
فــــ  لنبحث بين  أكوام الفقد
عن متبقيات جميلة وغالية !!
وفاء
كثيرون ماتوا قبل تويتر
ومع هذا فُتحت لهم حسابات لنشر كلماتهم وكتاباتهم وقصائدهم
شكرا لكل الأوفياء في كل بقاع الأرض !
سؤال هل يفتقدنا الأموات في الأيام الأولى لرحيلهم كما نفتقدهم ؟
 ثم ينسوننا مع الأيام كما ننساهم ؟
أخرى
هي…في نظر الدين حلال!
وفي نظر الرجال حق شرعي!
 وفي نظر النساء سارقة الازواج
وفي نظر المجتمع( خرابة بيوت) !
انها الزوجة الثانية !
نفاق المنافق هو الذي
 يتغزل في جمال عين ( الأعور )
 ويمتدح طلاقة لسان ( الأبكم )
بشر
يحبك الناس جدا
حين تلامس كتاباتك جروح خفية بهم !
ويكرهك الناس جدا
حين تلامس كتاباتك معصية مخفية بهم !
انها النفس البشرية !
تواصل
من(الأيسكيو) إلى(مسن الهوتميل)
إلى(مسن البلاك بيري)
إلى(الواتساب) إلى(الانستجرام)
كل اختراعات مبدعي العالم للتقريب بين سكانه
فشلت في تقريب قلوبهم!
أنانية هكذا أنا ياسيدي
لااحب الرجل المشترك
وانفر من رجل… يمارس البطولة
في حكايتين ..ومكانين ..ومنزلين ..وسريرين … !
حكايات
نظلم قلوبنا كثيرا…
حين نخوض حكايات ندرك مسبقا .. انها فاشلة !!
ثرثرة
لا أحب ثرثرة مابعد الفراق
لانها تُعري ستر حكاية كانت .. مستورة !
عمر
(أبل ماتشوفك عينيا..عمر ضايع يحسبوه إزاي عليا)
 سنوات وتفاصيل كثيرة ياام كلثوم
لو كان بيدنا لحذفناها من أعمارنا
كاننا لم نعشها يوما!
طُهر مضينا في سبيلنا
ومع الوقت ستحترمني كثيرا
حين تحصي عدد المرات التي صرخت فيها بك :
( اني أخاف الله رب العالمين )!
ظل
ياصاحب الظل الطويل
ياصديق طفولتنا الوفي
مااحوجنا لظلك
في زمن خذلنا فيه ( ظل الحيطة)
و( ظل الرجل ) و( ظل المواقف)
عبث
لماذا تنام باكرا؟
وتتركني عرضة لتصفح دفتر قديم لايحتويك !
فالفراغ يدفعنا للعبث في كل شيء
حتى الغافي من جراحنا !
خُدع
لاتصدقوا هذه العبارات عند الفراق
( لن أنساك..سأذكرك إلى الأبد ..لن أحب بعدك )
فهي مجرد ( طبطبة) على كتف حكاية فاشلة !
حلم
عندما نكثر من ترديد : باننا سنجتمع في الجنة
فهذا يعني …اننا فقدنا الأمل في الحصول على بقعة ارض دنيوية
تجمعنا قبل الجنة !
وعود وعود ماقبل الرحيل كاذبة
فأغلب الذين رحلوا ..وعدوا بالعودة
وأغلبهم لم يعد !
ظن
لانك كنت أول رجل فتح قلبي عينيه عليه
ظننتك أبي !
مسج عزيزي العميل تم ايداع راتب شهر (….)
صعوبة الحياة..منحت هذا المسج أهمية كبرى
كبر من أهمية مسجات الحب والشوق
والسؤال عن صديق طال غيابه !
عُقد لم يصبني فراقك بأي مرض
لكنه أصابني بمجموعة من العُقد
كعقدة الظلام
وعقدة أشباح الظلام
التي تتراقص على جدران غرفتي بمجرد اطفاء النور
بشارة
في زمن الصحف والفضائيات
والفاكسات ..والإيميلات
وتويتر ..والفيس بوك
مازلُت أنتظر بشارة قميصك
من الهدهد !
شر
قبل ان أحبك لم أكن إمرأة شريرة !
بعد ان أحببتك … ربما أصبحتُ !
فبعض الحب كرفيق سوء
يهدم بنا من القيم الجميلة الكثير !
سفر
على عتبة الطائرة
أقبل جبين وطني بامتنان
وأطلق في سمائه دعوة بيضاء
(اللهم اني أستودعك وطني..
وخليفة..وأبناء زايد..وشعب زايد
فاحفظهم وأنت خير الحافظين )
جُرم
 جريمة في حق أعمارنا
كل حكاية انغمسنا في تفاصيلها
ولم تتوج بنهاية سعيدة
 ورقة شرعية …وخاتم …. وقبلة جبين!!
طيش
كانت مراهقتي باردة جدا
تخلو من تهور العشق وطيش المراهقات
لهذا أحببتك بعنف
أردت ان أسترجع معك حقي في طيش مرحلة من العمر
لم أعشها في اوآنها!
عمالقة
(نزار.. غادة .. عبدالحليم .. فيروز )
لم يخدعونا حين غنوا وكتبوا عن الحب !
 لكن زمانهم لم يكن يشبه زماننا !!
طقوس
اعتدت على قطع المسافات وحيدة
 والتسوق وحيدة. والسهر وحيدة
والاستيقاظ وحيدة
لذا أحتاج الكثير من الوقت كي أتقاسم معك تفاصيل إعتدت ممارستها وحدي!!
نهاية أتظننا سننجح في بناء عش جديد وكل ماحولنا يوحي
ان حكاية الدنيا في حلقتها الأخيرة !!
افتقاد
منذ ان رحلت جدتي
أدركت ان الظلام سيخيفني
وان المطر سيخيفني
وان الزحام سيخيفني
وان المرض سيخيفني
فالجدة وطن أمان !
واقع رغم حبها المجنون له
إلا انها قررت الإنسحاب المفاجىء من حياته
فتبخرت من عالمه كقطرة ماء
ففي مرحلة من العمر ندرك
ان الحب لايُغني ولايُسمن من جوع!
تكنولوجيا
منذ سنوات لم أنم باكرا
ولم اغلق هاتفي قبل النوم
ولم أمارس هواياتي المفضلة
ولم أقرأ قبل النوم في كتاب
ولم أدفن قدمي برمال البحر
نسفت التكنولوجيا أجمل مابنا !
حياة
( الله اكبر .. الله اكبر )
يملأ صوت اذان الفجر مدينتي الآن
ليزرع في داخلي يقين ان الحياة مستمرة
رغم كل الحكايات التي أعلنت نهايتها البارحة على كوكب الأرض
ففراق القلوب لا يعرقل في الحياة شيئا !
طريق
هاقد ودعتك وسرتُ في غابة الحياة وحيدة
أرتدي رداء ليلى الأحمر
فلماذا لم يعترض ذئب الغابة طريقي!
أمنية
أمنية واحدة تمنيتها وأنا افارقك
وددتُ لو كانت جدتي على قيد الحياة
فعند برد الفراق لانحتاج شيء … كـ عطر أثواب الجدات  !
انحناء ونحن نلوح مودعين
نشعرأحيانا بإنحناءة شديدة في ظهورنا
فندرك عندها ان بعض الحزن يستعجل الشيب إلينا !
 
بقلم/شهرزاد

عناوين 2


( لم تعد مكاتيبنا تُعرف .. من عناوينها ! )
طبيعة نحن شعوب متعطشة للحزن
لهذا نحتفظ ببقاياهم بعد رحيلهم
ونزور الأطلال لنتذكر ونبكي
ونبالغ في كتابة الحنين
ونتأخر بإسم الوفاء في عقد بداية جديدة!
حقيقة
 في زمن تعددت فيه مجالات التلوث و( قلة الأدب )
اصبح الضحك ( بلا سبب )
 هو أنظف أنواع ( قلة الأدب )
نسف  ليس دائما الحب مُهِذب للارواح
فصفات سيئة كثيرة تلتصق بنا باسم الحب
 ( الغباء ..الحماقة ..الأنانية..الكذب،،القلق..الوسوسة..)
أغنية
لأم كلثوم:
( ولو إدرت أحب تاني..برضو أحبك إنته )
أعتذر!!
 لو تمكنت من الحب يوما فلن احبك أنت
لن أكرر سيناريو الألم والحماقة مرة أخري !
عمر عمر الدنيا أطول من عمر حكاياتنا
 لهذا تموت حكاياتنا
والحياة مستمرة !
انسحاب
أعتذر منك !
فلا وقت لدي للقيام بدور البطولة
في حكاية شرقية نهايتها مؤسفة
 يرحل البطل .. وتنهار البطلة!
تعريف
الحب !!
يبدأ نبضة بيضاء وحلم أخضر
ثم تتراكم عليه الآثام حين يطول عمر الحرام به !
سؤال
ترى؟
 كم يوسف ألقي في غيابت الجب
ولم يلتقطه السيارة!!
ايمان
كانت تحبه بجنون..وفرقهما النصيب
ومع هذا حضرت زفافه على سواها منذ ايام بقلب مطمئن
سألتها كيف؟
قالت:لان ايماني بالقضاء والقدر أكبر من حبي له!
دعاء لكثرة ماسمعته يدعو عليهم دعوة مظلوم
 يخيل إلي اني حين ألتقي أو المح أحدهم من بعيد
أشم رائحة دعوته تفوح منهم !!
وهم
تتحسس خاتمه في يدها
وتتذكر تفاهة أحلامها قبله
شاعر رومانسي.وقصيدة ملتهبة الأشواق
وشرفه ورد مرتفعة
وطوق ياسمين
فمنذ ان قرأت قصائد نزار
وهي تتحسس عنقها
بحثا عن طوق الياسمين!
قصة
(أُكلنا يوم أُكل الثور الأبيض )
 قصة دُرست لنا على مقاعد الدراسة في الزمن الجميل
ورأيناها تتكرر في الحياة كثيرا !!
أبيض أسود
تُشيرالروزنامة لعام ١٩٥٥
أنزل من سيارة حمراء مكشوفة السقف
 أحمل حقيبة يد كلاسيك
ادخل السينما لحضور فيلم جديد لعبدالحليم
عذرا! لم أفقد ذاكرتي في الزمان والمكان
أنا فقط أحلم بزمن أبيض
وهم
متى ستتخلص الزوجات من وهم وغرور المقولة القديمة
( بيلف ويلف وبيرجع لك )
فأغلبهم الآن يلف!
وقلة قليلة التي تعود !
عمر الشيء الوحيد الذي نفشل في إسترجاعه منهم
 بعد انتهاء حكاياتنا معهم هو .. أعمارنا. !
 لهذا فالعمر هو أعظم خسائر الحكايات الفاشلة!!
الآخر
في الوقت الذي يجاهد فيه البعض للرحيل عنا !
 هناك من يجاهد كي يبقى معنا !
 فلماذا نحول حزننا لرحيل الأول
إلى سحابة سوداء تعيق رؤيتنا للثاني!
بالون
لا أستطيع ان أعدك بمعجزة تجمعنا تحت سقف واحد
ووسادة واحدة!
فأنا نضجت على كذبات الحب !
وتوقفت عن نفخ بالونات الوهم منذ زمن!
حجر
الأصوات القادمة من مدن الأمس !
ترمينا بحجارة من حنين … وسنين !
لغة
بعد فشل الحكايات
تتغير المصطلحات في كتاباتنا كثيرا !
فالفراق يحتاج لغة اخرى !
أحجام
كلما كبرنا!
 كلما صغرت أحلامنا بهم !
 فالعمر يجعلنا ندرك الأحجام الحقيقية للأشياء!
تراث ( عطونا الله يعطيكم … بيت مكة يوديكم )
 أغنية قديمة !
من زمن كانت الأغاني حسنة النية!
كقلوب ونفوس أصحابها !
قوافل
حتى ( القافلة ) يجب ان تتوقف أحيانا
وتلتفت لمعرفة أسباب النباح!
فمهما تعددت نبرات  ( النباح )
فالأحقاد واحدة !
حرص
في زمن كثرت فيه ( اللدغات ) !
هل أصبح من الضروري جدا
ان نتفقد وسائدنا قبل النوم ؟
كي نتأكد من خلوها من العقارب ؟
الأرض
 كوكبنا الجميل يُدمر باسم السياسة !
وأمسينا نشم رائحة السياسة في كل شيء على الأرض!
 حتى طعامنا وشرابنا !
صدف
بعض الصدف تلعب في حياتنا دورا مؤلما !
فحين غادرت هي الحياة !
نُشر اسمها في قائمة .. المستحقات للاسكان !
مسلسل
(درب الزلق )
 المسلسل الذي مازال يحتفظ بدهشة المشاهدة الأولى !
فأين مسلسلاتهم الان من عمل عملاق برغم بساطته
كدرب الزلق ؟
رزق
(وَفِي السَّمَاء رِزْقكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ }
متى يعييها أصحاب الجشع والطمع !!
خيرة
حين فشلت حكايتنا قالوا :لعلها خيره!
وحين افترقنا قالوا : لعلها خيرة!
وحين أكملنا الحياة مع أنصاف لاتشبهنا
وفشلنا في التأقلم معهم قالوا لعلها خيرة!
والى الان ونحن نعاني مما اوهمونا انه خيرة!
موعد  تأخرنا .. وتأخر العمر باحلامنا كثيرا !
 ستنتهي الحياة .. ونحن لم نبدأ بعد !!!
حقوق
 دائما …يدافعون عن حقوق المرأة العاملة ( المتزوجة ) !
وحقها في سنوات تقاعد أقل
وساعات دوام أقل
وتمديد اجازات الوضع ..وساعات الرضاعة !!!
وماذا عن الغير متزوجة؟
 ألا تشعر بالتعب؟
أليس لها طاقة محددة؟
أين حقوقها كامرأة عاملة ؟
أغنية
مازال صوت عبدالحليم حافظ
عنداعلان نتائج الثانوية العامة!
يسري في اجسادنا قشعريرة الرهبة!
ويعيد إلينا الزمان والمكان
فمازالت أغنية(وحياة ألبي وأفراحه)
هي أغنية النجاح الأولى!
حقيقة
المرأة التي تحاول استعادة رجل انتهت صلاحيتها لديه
تخسر كل شيء
حتى نفسها !
وبآء أكثر الأصناف انتشارا بيننا هذه الايام
 ( المحتال / والمنافق / والساحر / والخائن)  !!
ينتشرون كالوباء في الأمكنة !
ويلوثون من نقاء الأجواء الكثير !
مصالح في المؤسسات والادارات الحكومية !
كثيرون يلهثون من أجل ( المصلحة ) !
وقليلون يلهثون من أجل ( الوطن)
أمومة
تفقد أنت …فأحزن أنا
تقلق أنت ..فأسهر أنا!
تسهر أنت ..فأرهق أنا !
أي قدرة ربطت أرواحنا الى هذه الدرجة وهذا العمق ؟
تطابق الذين يعشقون حزنك !
هم في الغالب يشتمون رائحة أحزانهم في حزنك
لهذا يقتربون منك جدا
ويرتاحون لك جدا
فالأرواح المتشابهة الأحزان تتآلف كثيرا!
إفلاس
من الأمور المؤسفة في الكثير من المؤسسات الحكومية
هي انتقاء مجموعة من الموظفين
عقولهم خاوية جدا ..وافكارهم مفلسة
ويُطلب منك التعامل معهم كعقول مبدعة
هولاء ..من المسؤول عن اختيارهم ؟
سوريا
منذ ان أطلقت سوريا صرختها الأولى
وأنا عاجزة عن كتابة ( الحب الأخضر )
ففي زمن الحرب لاتبقى الأشياء خضراء
فحتى مشاعرنا .. يخنقها الدخان !
نقاء كنا نبتسم لكل شيء !
 حتى للصورة ؟
دنيا
 تتسارع الأحداث بشكل مخيف .
كأن الحياة في حلقتها الأخيرة !
أجهزة
اذا اردت ان تقيس مساحة علاقاتك الالكترونية !
 فتخيل لو انقطعت كل وسائل الاتصالات الالكترونية في العالم
 فكم علاقة ستتبقى في محيط واقعك ؟
حقيقة
(لاَ تَسْأَلُواْ عَنْ أَشْيَاء إِن تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ )
ولاننا كنا نتتبع أدق التفاصيل المتعلقة بهم !
فقد احترقنا!
عبور مروا …!!
 كانهم لم يقاسمونا يوما ..
حلو الحياة .. ومرها !!
انطفاء!
ذات حكاية أحببتك جدا !
 وظننتُ ان (جدا ) هذه لن تقل أبداً.!
وحين رأيتك تمر ذاكرتي بلا ارتعاشة حنين!
ادركتُ ان ( جداً) لم تعد كما هي !
رمز
هذا زمن الفراغات المرعبة .!
 فأغلبهم يبحث عن رمز يُعظمه!
 ولولا ايمانهم بان محمد بن عبدالله عليه السلام خاتم الرسل والانبياء
لإتبع كلاهم رمزه!
عمر
كل خطوة سرنا بها نحوهم في حكاياتنا معهم !
كانت تأكل من عمرنا قطعة … وحين وصلنا !
 كان الجزء الأكبر من عمرنا..أُكل !!
إهداء !
التوقيت الخاطىء يسلبنا من الفرح الكثير ! فلو انك اهديتني هذه الأغنية منذ سنوات !
لتحولت إلى ملكة !
أتدرك ماذا يعني ان تتحول عاشقة مشردة على أرصفة الحنين
 إلى ملكة ؟
حنين
نحن لانقصد خيانتهم!
 لكننا أحيانا نحن إلى حكاية قديمة !
 وتفاصيل قديمة .. ووجوه قديمة .. وأصوات قديمة !
 باختصار ..نحن أحيانا الى أمسنا
الذي لم يكونوا هم الجزء الأكبر والأهم فيه!
رمضان
كلما اقترب الشهر الكريم
اقترب عطرهم منا أكثر .. ففي رمضان يتسع فراغهم  ..
ونشعر بغيابهم ونتألم حين نتذكر !
انهم رمضان الماضي كانوا هنا .. يترقبون الشهر كما نترقبه !
فالأيام قد تخفف وتقتل الحزن .. لكنها لاتقتل الذكرى ! وكم هو  موجع… خلو مكان عزيز !
كان ذات رمضان يملأ مكانه .. على سفرة الإفطار معنا !
زمن
قديما ( ليس الفتى من قال كان ابي … ان الفتى من قال هااناذا )
وفتيان هذا الزمان لايقولون ( كان أبي)
ولا يقولون ( هاانذا)!
شعور
هناك من يشعر بك دون ان تنطق كلمة واحدة!
وهناك من لايسمعك وان تحدثت أمامه العمر كله !
فالشعور ليس مجرد ..أذن وصوت!
ثمن
خُذلت كثيرا !
 لانها وضعت ( الحب )
في أعلى قائمة تضم ( المال والوسامة  والمركز )
 وأشياء كثيرا يراها العقلاء اهم من ( الحب)!
أغنية
مقطع من أغنية !
يفاجئك في الزحام
 يعيدك الى زمان ومكان ووجوه !
ظننتها قد تحولت في ذاكرتك إلى رماد !
حق ت
علمت من جدي!
كيف أضع حقي أمام باب الله وأمضي مطمئنة.
انني مهما ابتعدت.ومهما كبرت.ومهما نسيت
فان حقي يوما ما سيتبعني
فالحق لا يخطىء لنا العنوان
و لاينسانا أبدا..وان نسيناه!
باطل
(مابني على باطل فهو باطل )
لهذا تنتهي أغلب حكاياتنا بالفشل !
توقيت
الكرة الأرضية تحترق !
وانت تطرق بابي بوردة حمراء
 وتترك في بريدي رسالة حب زرقاء
تباً للتوقيت … تباً للتوقيت !
نضج
في هذا العمر.!
يصعب علي التعبير عن ألمي ورفضي لفراقك !
 كبرت على الامساك بطرف ثوبك و البكاء بصوت مرتفع!
هزيمة
الأيام لاتمنحنا كل شيء !
وكنت أنت ذلك الشيء الوحيد الذي لم تمنحني إياه الأيام !
عقاب
لم أكن عدوتك !
 لكنك حملتني من العذاب !
 مالا يُحمل إلا …. لعدو !
نية
من أشع أوجه الاستهزاء والجرأة على الدين
 انهم يمارسون كل الأثام
 ويجاهرون بكل المعاصي !
 ثم يقولون (المهم النية  )
آفة
من آفات الزمان!
تفسير الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة على غير معانيها
 وحسب ماتقتضيه مصالحهم وشهواتهم
فالبعض يتاجر .. حتى في الدين!
قصة
أحبها بجنون..
وبعد أيام من عقد قرانه عليها.
أدخله حادث أليم في غيبوبة!
وأكد الأطباء ان إمكانية عودته للحياة ضئيلة مالم تحدث معجزة!  وبعد انتظار اربع سنوات طلبت الطلاق!
فمنحتها المحكمة حريتها منه!
وبدأت حياتها مع آخر !
مخلفة خلفها رجل كان قلبه ينبض بحبها ! وحدثت قدرة الله التي ابتعد الأطباء حدوثها
فعاد إلى حياة استبعد الجميع عودته إليها!
وبادر بالسؤال عنها..
في وقت كانت هي مشغولة فيه بطفلها الثاني!
حنين
هذه ليلة حزينة … كانها ليلة وداع !!
سؤال
(الحب أعمى )!!
 كم من حالة حب مرت عمرنا !
وأثبتت لنا هذه النظرية !!
غنائم !
في الأغلب !
هم يتساقطون ويُفضحون عند القسمة
 لا عند السرقة !
بديل
من الأمور المهينة للنفس في حكايات الحب
ان يكتشف الانسان انه لم يكن في حياتهم
سوى ذلك الشيء الذي يُملأ به فراغ ما !!
اعتراف
توقفت عن كتابة الرسائل الخاصة
منذ ان هتكت ( غادة السمان) ستر رسائل ( غسان كنفاني)
فالبعض ينتظرنا ان نغادر
 حتى يعبث في تفاصيلنا وبقايانا!
حقيقة
(لايصلح العطار ماافسده الدهر )
 حقيقة تُضحك في أول العمر
 وتُقلق في منتصفه!
 وتُبكي في آخره!
مطر
السماءلاتمطر
لكني أرتجف حزنا
وأسمع صوت جدتي ينهاني عن اللعب في المطر!
ويأمرني ان أدثر رأسي من البلل
فمنذ رحيلك ياجدتي وأنا لا أتدثر من المطر
عبادة
(الصلاة خير من النوم )
ومن كل شيء في هذه الحياة !!
نساء
امرأة واحدة !
قد تغني الرجل عن ألف امرأة
وألف امرأة قد لاتغني الرجل عن
امرأة واحدة !!
اعتياد
أكثر مايؤلم بعد الفراق!
خلو الأوقات التي كانت مليئة بهم … منهم !!
امنية
أود ان أجلس على مقعد في مسرح الطفل!
ويجلس حولي رفاق طفولتي!
ويفتح لنا الستار على تصفيق أيادينا الصغيرة
ويغني لنا عبدالرحمن العقل(بلادكم حلوة)
غربة
كأي انثى من(زمن الطيبين)
مازالت تحتفظ بضفائرطويلة
ورسائل ورقية!
وطوابع بريد شبه مهترئة
وتحب صوت عبدالكريم عبدالقادر
وتدندن معه (ردي الزيارة) بصوت متضخم بالحنين
وتحصي عدد هزائمها … وتبكي !
اختبار
البعض يجس نبضك بسكين!
 فالبعض لايفرق بين جس النبض
وذبح النبض!
كفر لم نكفر بالحب يوما .!
كفرنا فقط كان بهم هم  !!
أولئك الذي تركوا ايادينا
واهدونا للرياح

بقلم/شهرزاد

صاحب الظل العزيز !

(ليس هناك أخوة لم تلدهم أمي …لكن هناك الكثير من الأصدقاء الذين تمنيتُ لو ولدتهم أمي…أولهم أنت ! )
**
أنت الذي لم تكن صديق بداياتي !
لم تكبر معي ولم تقاسمني العاب طفولتي  ولا أشعلت فتيل الألعاب النارية ليلة العيد معي!
 ولا تجولت في طرقات الحي القديم بصحبتي..
ولا قطفت معي حبات التوت من بستان جدي
 ولاشاركتني النظر الى وجه جدتي وهي تسرد علي حكاية ذئب ليلى..وأمير سندريللا !
ولاشاركتني طيش تفاصيل مراهقتي..ولا كتبت معي رسالة حب سرية .. ولا أخفيت معي الوردة الحمراء في كتابي المدرسي..
ولادسست لي بين الكتب مجلة نسائية نهتني والدتي عن قراءتها..
ولا أغلقت الأبواب لقراءة رسالة عاشقي الأول معي
..ولا سترتني لمحادثة رجل أحببته على غفلة منهم !
لم تفعل كل ذلك ..ولا كنت كل هؤلاء !
لكنك كنت صديق نضج !
صديقي الأقرب إلى مدني الداخلية …صديق مرحلة العمر التي يكون فيها الحزن بكامل قواه
 والحنين شجرة وارفة الظلال … كسدرة البيت العتيق !
المرحلة التي نكون قد حصدنا فيها الكثير من التجارب والكثير من الهزائم
والكثير من الإتكاسات والكثير من الأقنعة !
المرحلة التي نصل بها إلى منتصف أغلب الأشياء في حياتنا!
المرحلة التي يتبقى لنا فيها أنصاف الأشياء..نصف الحزن ونصف الفرح ونصف الحلم
 ونصف التفاؤل ونصف المبادىء ونصف الطيبة ونصف الدهشة
 ونصف القدرة ونصف القوة ونصف الصحة ..ونصف الرواية !
**
وفي هذه المرحلة الهامة من العمر ..والحرجة من الحلم أنت جئت !
جئت لتشاركني كل اهتماماتي … إهتماماتي الناضجة أحيانا !!
والحمقاء أحيانا أخرى ..والطفولية في حالات كثيرة !
جئت لتطلي جدران الصداقة باللون الأبيض
جئت لنغرس ثمار أحلامنا في أراضي أعمارنا !
أعمارنا التي كنا نظن انها ستنتظرنا لتمنحنا فرصة جني الثمار التي غرسنا!
لكن  بعد هذا العمر أتساءل أين أعمارنا؟
أين عمرك وأين عمري ؟
أين انصافنا الأخرى..الذين هيأنا  أجمل محطات العمر لإستقبالهم؟
أين أطفالنا… ليقاسموا أطفال رفاقنا اللعب ?
أين الذين صنعنا لهم من أرواحنا جسور عبور ..ليمروا إلينا بسلام ..فمروا عنا !
لماذا يرعبنا الآن رصد أرصدتنا ؟ لماذا يكسرنا الآن فتح سلات أعمارنا!
لماذا يرعبنا الآن التجول في الطرقات القديمة ..وإختبار جري المسافات الطويلة… والوقوف أمام المرايا؟
ومقابلة أصدقاء قدامى ..تحمل وجوههم خارطة أعمارنا ..
لماذا نتجنبهم كأن شهادات ميلادنا منحوتة على جباههم !
إحذر ياصديقي …تجنب كشف غطاء سلالك القديمة في هذا العمر!!
لاتعبث في البومات صور قديم ..ولا تتطفل على صناديق رسائل هجرتها في أجمل العمر!
فسلات عمرنا لاتحوي سوى أحلاما وهن أغلبها ..وهُزم!
**
فنحن لم نجني ياصديقي  من البياض سوى الهزائم!
نعم هزمنا ياصديقي بلاحرب
هزمنا بلازلازل وبلا براكين وبلا طوفان غاضب  !
هزمنا ياصديقي  .. لاننا هرمنا !
نعم هرمنا …وأعلم ..انه حديث العمر الذي تكره ..والذي كنت دائما أشاغبك به !
فأنت كنت ترفض زحف السنوات ..في الوقت الذي كنت أنا أستعجلها المرور !
لهذا كنت أنت لاتكبر …وكنت أنا أشيخ !
فأعمارنا الحقيقية تنبع من دواخلنا ..ونكبر ان كبرت هموم أعماقنا قبل أواننا!
**
لاتحزن ياصديقي …ربما لم نكبر …لكننا نضجنا . نضجناكثيرا!
نضجنا لدرجة إخفاء العابنا القطنية..لدرجة هجر طائراتنا الورقية !
لدرجة الخجل من القفز فوق الحبال!
لدرجة تجنب السير بلا أحذية فوق الرمال!
لدرجة صناعة أقنعة متعددة لمناسباتنا المختلفة
لدرجة تصديق ان المحال ..هو المحال !
نضجنا ياصديقي
ومازالت أحزاننا كهواياتنا متشابهة
مازال كلانا يحتفظ بصوت جدته في أذنيه !
مازال كلانا يبحث عن عطر جده في كف يديه
مازال كلانا يرى والده عظيما قويا شامخ القامة رغم انحناء الزمن !
ومازال كلانا يشعر انه غريب زمان رحل أحبته جميعا
وخلفوه نائما تحت شجرة مهجورة !
وإستيقظ بعد رحيلهم مرعوبا ..ينادي باكيا ..قافلة رحلت من دونه !
**
فأنا الأميرة المخلوعة من عرش الفرح !
الممتلئة بالحزن كمدينة مات كل سكانها بالوباء
وسكنت الرياح طرقاتها
وبقيت الطرقات والجدران شواهد !
وأنت العاشق الأبيض دائما !
كل قصص قلبك التي كنت تسردها علي
  كانت تشي انك عاشق أبيض لاتجيد التلون !
تبدأ الحكاية بنور…وتختمها بنور!
كنت راقيا ياصديقي… كفرسان القرون الوسطى !
كنت رومنسيا لدرجة العزف تحت شرفتها في ليلة شتائية غزيرة المطر !
لكنك كنت صادقا… لدرجة الفشل !
نضجنا ياصديقي و تغيرت أحزان العالم  ورومانسيته وهمومه كثيرا !
وأصبحت ثوراته أكبر من ثورة البسكويت ؟
أتذكرها؟ كانت أحزانك في نظري كثورة البسكويت  !
كانت تضحكني رغم مرارتها !
لكني كنت دائما اشعر ان في داخلك هزيمة ما ..إنتكاسة ما..
خذلان أحبة أحرق الجزء الأعظم من أحلامك..
أو سراب طريق أرهقك اتباعه !
لهذا كنت أخفيك أكثر من أسراري..
و أتابع أحزانك بيني وبين نفسي ترقبا لنهاية تهديك الفرح!
فحتى الذين وثقت بهم وحدثتهم عنك لم أحدثك يوما عنهم
كنت في نظرك انثى مثالية ..لاني لم أكن أستطرد في سرد هزائمي وإنتكاساتي عليك
كنت شديدة الحذر في سرد حكاياتي واحزاني امامك
كنت  دائما أحرص على بقاء الواني ناصعة في عينيك
كأنثى في بدايات حب !
رغم اننا ياصديقي لم نتقاسم حكاية حب
ولا وجبة حلم دسمة !
لهذا دمنا سنوات لم نفترق
ولهذا بقيت المسافات بيننا بيضاء لم تشوهها حماقات الحب ..ولم تحرق الغيرة أطرافها !
**
ولهذا اقتربنا كثيرا …وتشابهنا كثيرا !
تشابهنا في تتبع سير الزمان وعلامات اخره
تشابهنا في إرتداء الطفولة ..في تذكر فرحة ليلة العيد الأولى
في أمنية إرجاع الزمان إلى الوراء ..في الحنين إلى مقاعدنا الدراسية
في غُصة إبتلاع ذكرى الأربعاء وفرحة تصفح ماجد !
متشابهون نحن حتى في  مواقفنا السياسية  .. رغم إختلاف المواقف في وطنك عن وطني !!
كنا نعشق أوطاننا حد الثمالة!
كنا نكره السياسة التي تدمر الإنسان والأوطان !
***
صديقي ..قد تمر يوما من هنا !
لايهمني ان يعرفك الاخرون.. يهمني ان تشم أنت عطرك في الكلمة الأولي من السطر الأول
يهمني قبل ان أغادر الحياة ان أعلق على صدرك وسام صداقة رفيع المستوى!
بهمني قبل الرحيل ان أضع أمام عتبة بابك باقة ورد ..وبطاقة شكر بيضاء!
وعبارة يعقبها توقيعي (شكر صديقي الأخ ..وشكرا أخي الصديق)
يهمني جدا.. حين الوح مودعة ان لاتختلي بنفسك لتبكيني
فقلبك وأعرفه جيدا…لايجيد استقبال أنباء الرحيل بصمت!
ومثلك لايلوح  حين يلوح بلا بكاء!

بقلم/شهرزاد

عندما يستيقظ العمر!

( إذا إلتقينا يوم ولا عرفتيني … فلا عليكِ لوم شاب الزمن فيني ) … شاب الزمن فينا ..لكنني عرفتك…عرفتك رغم خطوط عينيك .. واشتعال الشيب برأسك…فمن بين خطوط عينيك وشيب رأسك سمعت سنواتي تناديني بصوت وهن ..ورأيت عمري يطل علي ! أهذا أنت ؟ انت الذي كنت أتلعثم بإسمه . واتوارى خجلا عند رؤيته… انت الذي كتبت له رسائلي بالسر وسهرت الليل اقرأ بالسر رسائله… انت الذي كنت امر علي ابوابي بغير حاجة ..انت الذي كان حضورك فرحة لاتعادلها لديّ على الأرض فرحة.. وهاهي الصدفة تقذفك في طريقي الآن كقطعة من عمر ..وهاهو الزمان يعيدك اليّ في الطريق كطفل تاه من يدي في الزحام ..فهل يعيد الزمان عمري إليّ ..هل يعيد قوة والدي وهو ينهاني عنك … .او حدة نظرة أمي وهي تراني متلبسة في التحديق بك..او يعيد إلي صوت أخي وهو ينهرني لأتوقف عن ثرثرتي المكشوفة بك.. كان حديثي عنك ثرثرة طفلة على أبواب الحلم .. وكأنك كنت أجمل اكتشاف لطفلة قررت ان تكبر قبل رفيقاتها … فهل يعيد الزمان الذي اعادك تفاصيلي القديمة إليّ..هل يُعيد غضب معلمتي وهي تلمحني سارحة الفكر بك .. منهمكة بالكتابة اليك.. فأنت الحب الأخضر الذي نبت علي مقاعدي الدراسية ..أنت الحرف الذي كتبته فوق درجي الخشبي وفي كراسة واجبي الصغيرة .. انت الحرف الذي علقته سنوات في سلسلة مفاتيحي..فهل مازال حرفي في سلسلة مفاتيحك…هل مازالت اشرطة اغنياتي المفضلات في خزانة سيارتك؟ ماتت تفاصيل زماننا ياسيدي … وتغيرت طقوس الحكايات فيه … فلم يعد الحب ستر وسهر وأمانة .. لم تعد في دفاترهم وردة حمراء ولا علي كتبهم قلب أحمر يحمل حروف أساميهم الأولى .. مازلت دهِشة.. أحقا هذا أنت ؟ انت الذي فتح قلبي عينيه عليك .. انت الذي علمني حبك الوقوف أمام المرآة … أنت الذي كبرتُ امام المرايا من أجلك .. وخضت من أجلك تجربة فك الضفائر .. وتجربة الكعب العالي ..وتجربة الفستان الطويل .. وتجربة الحناء وتجربة العباءة ..وتجربة العطور والبخور والعود .. ..انت كنت أهم تجاربي للدخول إلى عالم الكبار ..فكنت اريد ان اتخلص من طفولتي سريعا .. كنت اريد ان اكبر قبل رفيقاتي … اريد ان اختصر المسافات بين طفولتي ونضجك … أهذا أنت ؟ أي صدفة قاسية تقذف بك في طريقي كقطعة من عمر …في هذا العمر من العمر .. وكأن السنوات النائمة تستيقظ من نومها فزعة …..ياالله ..فجاة كأن عمري تحول الي عش عصفور صغير ..نسفته بكل سهولة ريح عابرة … فتبعثر أمامي بكل التفاصيل الدقيقة به .. التفاصيل القليلة التي احتفظ بها منك .. فأنا لا أحتفظ منك بالكثير…. فأنت غادرت قبل الهواتف المتحركة.. قبل المسجات.. قبل الوسائط المتعددة ..قبل الايميلات..قبل وسائل التواصل الاجتماعي .. انت غادرت حين كانت تفاصيل الحكايات تكتب في مذكرات صغيرة وتُقرأ بالسر بعد إغلاق المصابيح ..وأنت كنت فارس حكاياتي في دفتر مذكراتي ..دفتري الذي أحرقته خوفا من عاداتهم.. وخوفا من رحيل مفاجىء تتعري فيه خصوصياتنا واسرارنا … ورسائلك كانت اكبر اسراري .. كنت احفظها كبياناتي الرسمية ..كنت اخفيها في خزانة ملابسي.. إلا رسالتك الاولى وضعتها في كتاب….ربما اكلتها اوراق الكتاب الإن…فأنا كبرتُ لم أعد أذكر في أي كتاب أخفيتها عنهم ..انا كبرت وثقل عمري أكثر مما تتخيل ..لكني لم اشعر بثقل العمر إلا حين لمحت شعيرات ذقنك البيضاء… فاين افر الان منك ..والبحر الذي كبرت عليه طفولتنا وتعثرت أقدامنا الصغيرة برماله ابتلع رمال المدينة وتحول إلى جزيرة .. والصديقة التي كنت أحدثها عنك لم تعد صديقة ! أين افر الآن منك .. و قد عاد الى أذني ضجيج كل الاغنيات التي أحببتها من اجلك واستيقظت كل الأصوات في أذني ..الصوت الجريح …كوكب الشرق ..فنان العرب …. فيروز تردد ( نطرت ع بابي بليلة العيد .. مرؤوا كل صحابي وحدك إللي بعيد ) أين أفر الآن منك ..وانت الذي وقفت علي بابي سنوات طويلة لان مثلك لاتليق النوافذ به… فأنت كنت أغلى من طرق بابي …وأغلي من لم يُفتح له !

انه جيل الايباد

انه جيل الايباد …الجيل  الذي لاتعرفه طرقات الفرجان القديمة .. ولاتحتفظ جدران المنازل العتيقة برسومات طفولته..فلم يسيروا في الطرقات حفاة ..ولااتسخت  اقدامهم بغبار التراب .. ولااياديهم بسواد الفحم .. ولا ملأت الرمال اظفارهم ولاشعورهم .. انه الجيل الذي لم يتسلق اسوار الجيران .. ولاقطف ثمار اللوز ولا تركت بقع التوت اثارها على ملابسه..انه الجيل الذي لم يتذوق لهفة انتظار كرتون الساعة العاشرة صباحا .. ولا ترقب كرتون الساعة الرابعة مساء..انه الجيل الذي لم يتعاطف مع سندباد القادم من بغداد..ولابكى الليث الأبيض عند موته.. ولابحث مع ( ببيرو) عن والده..انه  الجيل الذي لم يجري صباح الاربعاء لشراء ماجد ..ولاشارك في البحث عن ( فضولي) ولا حل مربع الكلمات المتقاطعة.. ولا تلطخت يده ببودرة ( الكيرم ) ولا توتر عند صعود السلم في لعبة ( السلالم والثعبان ) … انه الجيل الذي لم يتذوق متعة عَدْ الدراهم المعدنية صباح العيد .. الجيل الذي لم يضع ملابس العيد وحقيبة العيد وحذاء العيد بالقرب منه انتظارا لشروق الشمس ..الجيل الذي لم يعرف لذة طعم ايسكريم ( الفيمتو ) في نهار شديد الحرارة .. ولا لذة  شاي ( الزنجبيل ) في ليلة شديدة البرودة .. الجيل الذي لم يعرف حجم دهشة اختراع التلفزيون الملون ..ولا حجم فرحة دخول ( الفيديو ) الى المنزل للمرة الاولى..انه الجيل الذي لم تكبر اناملة على اقراص الهواتف الدائرية.. ولم يشهد مراحل تطور المسجات الالكترونية.. انه الجيل الذي لم يعاني من عدم وضوح القناة التلفزيونية او انقطاع الكهرباء عند بث الحلقة الاخيرة  من المسلسل اليومي ..في زمن لم يكن للبرامج التلفزيونية فيه اعادة .. انه الجيل الذي لم ترافقهم امهاتهم عند صعود الحافلات المدرسيه الصفراء ..ولم يجرب عناء العودة الى المنزل على قدميه بحقيبة اثقل من وزنه .. انه الجيل الذي لم ينم بملابس  النهار .. ولم يكن استحمام يوم الجمعة عادة اجبارية مرهقة…انه الجيل الذي لم يخفض راسه احتراما للمعلم .. ولا ارتعشت اطرافه رهبه من عقاب الاب …انه الجيل الذي لم يوقظه صوت المطر على اجهزة التكييف ..ولاغنى للمطر ( طق يامطر طق ) ولابشر المطر ان ( بيته ) جديد .. و( مرزابه) حديد .. انه الجيل الذي لايعرف ان ( الجار قبل الدار ) وان ( الصديق قبل الطريق ) وان ( كل المسلم على المسلم حرام )  انه الجيل الذي يخجل من الخروج من المنزل بلا حقيبة ماركة.. وبلا ساعة ماركة .. وبلا حذاء ماركة. ..انه الجيل الذي لم يستمتع برائحة الكتب الجديدة ..ولابتغليف الكتب المدرسبة .. ولا عبر عن فرحته بانتهاء اليوم الدراسي بأغنية (دق الجرس ع البيت..يت أمي من كويت) .. انه الجيل الذي لم يحرص على الاحتفاظ بذكرى من الرفاق..ولا زخرف( اتغرافات ) الذكرى  ولم يتبادل عبارة ( اكتب لك بالمقلوب لتدوم المحبة بالقلوب ) انه الجيل  الذي لم يتوارث الملابس والاخذية والحقائب  المدرسية..انه الجيل الذي لم يسارع لحرق الكتب في نهاية العام الدراسي ..ولم يحتفظ ببقايا  الدفاتر ليمارس هواية الرسم في الاجازة الصيفية ..انه الجيل الذي لم يخضع لرعب (التفتيش) في الطابور الصباحي .. ولم ينشد بأعلى صوت ( عاليا عاليا .. عاليا ياعلم ) …انه الجيل الذي لم يعش قلق انتظار النتائج على انغام صوت عبدالحليم ..ولا ساهم في توزيع ( بيبسي) النجاح ..ولا تذوق فرحة الفوز بزجاجة ( كولا ) في غطاء القنينة …انه الجيل البارد الذي لم يجرب دفء الرسائل الورقية ..ودفء الأغاني القديمة .. ودفء جدران المنازل القديمة ولم يختبىء تحت عباءة الجدة في المستشفى لزيارة مريض ..

أصدقاء البرد

( في حياتنا صداقات نعيشها كالحلم..وقد نحتاج لتفسيرها يوما بعد الاستيقاظ منها)
 ***
بين فترة وأخرى ..نحتاج للهروب من أسوار زمن أرهق أرواحنا بحضارته ..زمن قيدنا بالكثير من القيود التي تحولت مع الوقت إلى ضغوطات نفسية مقلقة.. زمن أهدانا العالم كله ..ومنحنا حياة اجتماعية أخرى ..و نوع آخر من الأصدقاء…انهم أصدقاء الانترنت..
وأصدقاء الانترنت …هم أولئك الذي لم يدخلوا بيوتنا من أبوابها ولانوافذها ولاأسوارها …هم دخلوها من أجهزتنا الالكترونية..,,فكلما تم إختراع وسيلة تواصل اجتماعي ..كلما زاد عدد الأصدقاء على شاشات أجهزتنا … فأصدقاء في تويتر…و أصدقاء في انستجرام ..و أصدقاء في الفيس بوك وأصدقاء في الواتساب ..وبين كل هؤلاء نحن لانجد لم يعوصنا عن أصدقاء غادروا الطرقات القديمة منذ زمن ..الرفاق الذين لم تُغطي  وجوههم الأقنعة كما غطتها أتربة الطريق ..الرفاق الذين ساروا معنا حفاة الأقدام …الرفاق الذين شاركونا مكعبات الآيس كريم وحبات الحلوى و قطع الدراهم المعدنية..الرفاق الذين تقاسمنا معهم الكذب الأبيض والمواقف البيضاء والخُدع البيضاء ..الرفاق الذين خضنا معهم مياه الأمطار المتجمعة على الأرصفة الباردة..الرفاق الذين طرقنا أبواب الجيران في صباح العيد ..الرفاق الذين مازالت صورهم القديمة تثير بنا الكثير من الحنين ..وتُدخلنا في نوبة من الضحك الصادق  ..انهم رفاقنا الصغار …الصغار الذين كبروا بعيدا عنا كما كبرنا بعيدا عنهم …والمختلفون عن اصدقاء التكنولوجيا تماما ….فأصدقاء الانترنت لايمسحون دموعنا …لايلعبون  في الطرقات القديمة معنا… لا يشاركوننا صنع طائراتنا الورقية …لا يحملون لنا باقات الورد  في أفراحنا..ولايحيطون عند المرض بأسرتنا ..ولانتناول ادويتنا من اياديهم … اصدقاء الانترنت  لم نلمح وجوههم الحقيقية ولا أوراقهم الحقيقية ولا أسماءهم الحقيقية …أصدقاء الانترنت لم نسهر معهم على كتبنا المدرسية ..لم نستعر منهم قلم رصاص للكتابة على الكلمات المنقطة في حصة الخط ..ولم يسعفونا بعلبة الوان في حصة التربية الفنية ..لم يغيرونا أدواتهم الهندسية في حصة الرياضيات …أصدقاء الانترنت لم يشاركونا قراءة ماجد ولا البحث عن فضولي ولا حل المسابقات الاسبوعية..أصدقاء الانترنت لم نتبادل معهم أطباق الطعام في أيام رمضان..ولاصافحناهم في صباحات الأعياد ….أصدقاء الانترنت لم نأمنهم على الأسرار الأولى ولا الحكايات الأولى ولا الرساىل الأولى … أصدقاء الانترنت طرقوا أبوابنا في مرحلة كانت الحياة فيها بكامل حضارتها وكامل زينتها …دخلوا منازلنا من أجهزتنا النقالة والثابتة …حاورونا من خلف شاشة الكترونية ..نادونا بأسمائنا المستعارة.. تعرفوا على احزاننا من حروفنا.. أصدقاء الانترنت …شاركونا دهشة الاختراعات …ومتابعة الثورات…ومخلفات الحروب… أصدقاء الانترنت دافعوا عنا الكترونيا وأحبونا الكترونيا وناقشونا الكترونيا…. وعبروا عن مشاعرهم تجاهنا بتغريدات ولايكات وببرود كاست…. اصدقاء الانترنت قريبون جدا …رائعون جدا …لكنهم معرضون للإختفاء والغياب والانقراض من حياتنا بمجرد انقطاع الكهرباء أو خدمات الاتصالات..أو عطل في الانترنت ..يُعلن ان الحياة قد تجردت من صخب النت وعادت هدوئها …وان أصدقاء التكنولوجيا خرجوا من حياتنا من أجهزتنا ..كما دخلوها من أجهزتنا  …!